قالت صحيفة "واشنطن بوست" أن الأمم المتحدة تواجه كثير من مزاعم الاعتداءات الجنسية التى تتعلق بقواتها لحفظ السلام، والتى وصفها الأمين العام للمنظمة مؤخرا بأنها سرطان فى النظام.
والآن، تضيف الصحيفة، علم المسئولون بشأن ما يبدو أنه فضيحة جديدة. حيث اكتشف المحققون هذا الشهر أن أربعة على الأقل من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة فى جمهورية أفريقيا الوسطى قد دفعوا أموالا لفتيات صغيرات مقابل ممارسة الجنس معهن، وكان ذلك نظير 50 سنتا فقط.
وأشارت الصحيفة إلى أن تلك القضية هى الأحدث التى تؤرق المنظمة فيما يتعلق ببعثة الأمم المتحدة فى أفريقيا الوسطى، التى يُتهم موظفيها بـ22 حادث آخر تتعلق باعتداءات جنسية أو استغلال جنسى فى الأشهر الأربعة عشر الماضية. وجاءت أحدث الاتهامات فى أعقاب محاولات بان كى مون لفرض سياسة لا تتسامح على الإطلاق مع مثل هذه الهجمات.
ومع إبقاء الأمم المتحدة على تسع عمليات لحفظ السلام فى أفريقيا يشارك بها أكثر من 100 ألف شخص فى القارة، فإن الانتهاكات تهدد بتآكل شرعية المنظمة. وقد حدثت الاعتداءات الجنسية الأخرى فى مالى وجنوب السودان وليبريا وجمهورية الكونغو فى السنوات الأخيرة.
وفى الشهر الماضى، نشرت الأمم المتحدة تحقيقا مستقلا قال أن سوء تطبيق السياسات المعمول بها لردع الاعتداءات والإبلاغ عنها يعنى أن مصداقية الأمم المتحدة وعمليات حفظ السلام فى خطر. ويقول المسئولون والخبراء أن المشكلات المنهجية لا تزال تعيق التحقيق ومحاكمة المعتدين، مما أدى إلى تصور بوجود إفلات من العقاب فى الأمم المتحدة. وقال أنتونى بانبورى، مساعد الأمين العام للدعم الميدانى، أن الاعتداءات تقوض كل ما يدافعون عنه.
وقد تم إرسال بعثة الأمم المتحدة إلى أفريقيا الوسطى فى عام 2014، تشارك فيها قوات ومدنيين للمساعدة على إنهاء الحرب الأهلية ودعم الحكومة، لكن لها سجل فى الاعتداءات والاستغلال الجنسى. وقال مسئول الأمم المتحدة فى الدولة الأفريقية، بارفايت أونانجا أنيانج، أن تلك القوات تفترس الناس التى جاءت لتحميها".
وأوضحت الصحيفة أن أحدث مزاعم الاعتداء تخص أربعة على الأقل من قوات حفظ السلام متهمين بدفع أموال لفتيات صغيرات فى عمر الثالثة عشر مقابل ممارسة الجنس معهن فى معسكر للنازحين بجوار المطار الدولى فى العاصمة بانجى. ويتواجد فى هذا المعسكر 20 ألف شخص أغلبهم من المسيحيين.