تحت عنوان " مصر والولايات المتحدة تستعدان للمزيد من سبل التعاون وتعزيز العلاقات"، ألقى السفير معتز زهران، السفير المصرى فى واشنطن الضوء فى مقال له بصحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية، على تطور العلاقات الثنائية بين البلدين وكيف توسعت إلى شراكة استراتيجية تشمل مجالات جديدة وحيوية.
وقال فى بداية مقاله إن العام الماضي اتسم بالفوضى في كثير من أنحاء العالم حيث هزت الحرب في أوكرانيا الأسواق العالمية وسلاسل التوريد.
واعتبر أنه على النقيض من ذلك ، انتقلت العلاقة بين مصر والولايات المتحدة من قوة إلى قوة، حيث عكفت القاهرة وواشنطن على البناء على ركائز التعاون ، وقامتا بتوسيع الشراكة الاستراتيجية لتشمل مجالات جديدة وحيوية.
وتابع، "بدأ عام 2022 باحتفال مصر والولايات المتحدة بالذكرى المئوية للعلاقات الدبلوماسية. وانتهت الزيارة بزيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لواشنطن لحضور القمة الأمريكية الأفريقية في ديسمبر ، وسبقتها زيارة الرئيس بايدن إلى شرم الشيخ للمشاركة في قمة المناخ COP 27 الذي استضافته مصر نيابة عن إفريقيا."
وأضاف أن الاستفادة من الزخم الذي تولد في عام 2022 ، بدأ هذا العام بزيارة مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز إلى القاهرة ، تلتها زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن لتوطيد الشراكة الاستراتيجية وتحقيق إمكانات جديدة. وتأتي هذه الزيارات في وقت أصبح فيه التنسيق المتزايد فيما يتعلق بالعديد من التحديات الإقليمية والعالمية أمرًا محوريًا لحماية الأمن وتحقيق المصالح المشتركة لكلا البلدين، على حد قوله.
وكتب، "لم تُظهر الذكرى المئوية للعلاقات بين مصر والولايات المتحدة متانة وقوة الشراكة الثنائية فحسب ، بل أظهرت أيضًا الإمكانات التي تحملها العلاقة. كما قال بلينكين ، "هناك الكثير من التاريخ الجيد الذي يمكننا أن نصنعه معًا في الأشهر والسنوات المقبلة."
وأوضح أن مصر والولايات المتحدة قطعتا خطوات كبيرة في عام 2022 ، لتوسيع التعاون في العلوم والتجارة والتكنولوجيا. ومن الأمثلة البارزة على ذلك زيارة وفد أعمال GreenTech التابع لغرفة التجارة الأمريكية إلى مصر في مايو ، والتي أرست الأساس لتعاون إضافي في الاستراتيجية الوطنية الشاملة للمناخ 2050 في مصر والاستثمار في رواد الأعمال المحليين في مجال التكنولوجيا الخضراء في مصر.
وتابع، إن قمة المناخ عكست كذلك القوة المتنامية للشراكة بين البلدين حيث عملت مصر والولايات المتحدة عن كثب لوضع الأساس لقمة ناجحة. وأشار إلى أن تغير المناخ يمثل تحديًا للجميع ، وخاصة بالنسبة لأفريقيا ، حيث تتعامل مع تداعيات الاستخدام المكثف للوقود الأحفوري من قبل البلدان المتقدمة، معتبرا أن معالجة هذا الظلم كانت ولا تزال هدفًا رئيسيًا ، حيث تم الجمع بين ميثاق عالمي يضمن اتباع نهج أكثر عدلاً في تحول الطاقة.
وأضاف أن الرئيس بايدن أعلن فى قمة المناخ عن العديد من المبادرات والشراكات بين مصر والولايات المتحدة لتعزيز التعاون في المرونة المناخية. وشمل ذلك دعم منصة Nexus للمياه والغذاء والطاقة في مصر. بالإضافة إلى الإعلان عن 150 مليون دولار للمساعدة في تسريع التكيف في إفريقيا ، ستساهم الولايات المتحدة أيضًا بمبلغ 10 ملايين دولار لإطلاق مركز القاهرة الجديد للتعلم والتميز في التكيف والمرونة لمساعدة جهود إفريقيا للتكيف مع تغير المناخ.
وأكد السفير معتز أن مصر لطالما كانت أحد أعمدة الأمن الإقليمي ، حيث تعمل مع الولايات المتحدة لتعزيز العلاقات في جميع أنحاء المنطقة. وكانت مصر رائدة في السعي لتحقيق السلام في المنطقة منذ إقامة العلاقات مع إسرائيل قبل أكثر من 40 عامًا. وشدد على أنه في عام 2023 ، ستستمر مصر في لعب دورها في دعم الفلسطينيين والإسرائيليين في تهيئة الظروف اللازمة لاستئناف محادثات السلام على أمل تحقيق حل الدولتين ، الذي سيوفر مزيدًا من الازدهار والأمن لكلا الشعبين ، ويؤدى إلى تشجيع التكامل الإقليمي لإسرائيل ، وفتح مجالات جديدة للتعاون بين العالم العربي وإسرائيل.
وقال إن العام الماضي شهد العديد من الإنجازات في العلاقة التي استمرت 100 عام بين مصر والولايات المتحدة. وأضاف "القرن القادم لمصر والولايات المتحدة يبشر بفتح المزيد من سبل التعاون وتقوية العلاقات. سنواصل مشاركة تراثنا الثقافي الغني مع الولايات المتحدة والعالم ، وعلى الأخص مع الافتتاح المتوقع للمتحف المصري الكبير. يبشر هذا العام بإحراز تقدم أكبر في هذه العلاقة الثنائية الموثوقة والمتبادلة المنفعة".