طالب الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، بتوفير البيئة الحاضنة للعلماء والنوابغ والعقول النابهة والمبتكرين المبدعين، وتوفير كل الإمكانيات المادية والمعنوية لهم، مضيفا أن البيئة طادرة للعلماء بامتياز.
وقال مخيون، فى بيان له نشره عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك":"تعتبر مصر من أكبر الدول المصدرة للعقول في العالم، فالعلماء المصريون منتشرون في أرجاء المعمورة، في أرقى الجامعات وأعرق المؤسسات، في مواقع متقدمة مرموقة، بل منهم شخصيات متميزة عالمياً في تخصصات نادرة، وهنا يأتي السؤال: لماذا هاجرت تلك العقول وتركت وطنها؟، لماذا برزت هناك ولم تبرز هنا؟ لماذا اشتهر وعُرف هؤلاء العلماء والنوابغ هناك ولم يسمع بهم أحد هنا؟ والجواب يكمن في تنوع واختلاف البيئات؛ فهناك بيئة حاضنة للعلماء والنوابغ والنابهين، وهناك بيئة طاردة للعلماء والنوابغ والنابهين".
وتابع رئيس حزب النور:"الناظر للحال المصري يجد أن البيئة المصرية بيئة طاردة بامتياز، وهذه البيئة الطاردة ليست وليدة اليوم أو الأمس، بل هي نتاج عقود طويلة عاشتها مصر فى ظل منظومة حكم غاشمة فاشلة، تعملق فيها الحاكم وتقزمت فيها المؤسسات، بل غاب دورها وغاب معها الرؤية والتخطيط، والإدارة السليمة التي توظف الإمكانات وتستفيد من الخبرات والكفاءات، وكان معيار الصدارة والقيادة والترقي فيها الولاء والثقة وليس الكفاءة والخبرة والنبوغ، فتَقَدّم وتصدر المشهد حملة المباخر وقارعوا الطبول، وتَنحّى أهل الخبرة والكفاءة وأصحاب العقول".
واستطرد "مخيون" :"منظومة كان يولى الحاكم فيها الاهتمام ويغدق العطاء لمن يخدم الكرسي الذي يجلس عليه، لا لمن يعطي الوطن ويخلص إليه، انتشرت المحسوبية والفساد والوساطة، وغاب تكافؤ الفرص والعدالة، فتقدم الجهلاء، وتأخر العلماء وضعف الإنتماء، ناهيك عن منظومة تعليمية فاشلة لا تعمل لاكتشاف المواهب وتنمية ملكة الابداع، بل تعتمد على الحشو والحفظ ثم يُفرغ الطالب ما حفظه في ورقة الإجابة آخر العام، ثم سرعان ما ينسى ما حفظه وتم حشوه في رأسه، فلا يمكن لهذه البيئة أن تحتضن عقولاً أو ترعى نبوغاً، أو تنتج مخترعين مبتكرين، أو تكتشف موهوبين".
وقال:"لذلك فأول ما ينبغى أن يُتخذ من خطوات -إذا أردنا أن ننتشل بلدنا من حالة التخلف التي آلت إليها وأن نضع قدمها على أول طريق الرقي والتقدم- هو توفير البيئة الحاضنة للعلماء والنوابغ والعقول النابهة والمبتكرين المبدعين، وتوفير كل الإمكانيات المادية والمعنوية لهم، مع إصلاح منظومة التعليم الفاشلة تلك، بدون ذلك سوف يستمر نزيف خسارة العقول المصرية مستمراً وتفقد مصر هذه الثروة القومية ومن هاجر منهم فلن يعود".