أحيانا يكون "مسرح الجريمة" بخيلا، لا يبوح بأية تفاصيل، تساعد رجال المباحث في كشف غموض الجرائم، ومن ثم يكون لـ"الرسام الجنائى" دورًا هاما في تحديد ملامح الجاني، بناءً على أوصاف شهود العيان.
وتطور الرسام الجنائي بشكل كبير، ما بين الرسام التقليدي، الذي كان يستمع لأوصاف الشهود، ويبدأ في رسم ملامح مقاربة للجاني على الورق، وما بين الرسام الجنائي في عصر الرقمنة، الذي يعتمد على التقنيات الحديثة، ومطابقة الرسوم وصورة الشخص المحتمل بارتكابه للجريمة بالصور الموجودة للمواطنين بقاعدة البيانات وصولا للجاني.
ومما لا شك فيه، فإن التطور الكبير في البحث الجنائي، ودخول الرقمنة، ساهم بشكل كبير في سرعة تحديد هوية الجناة، حتى باتت الجرائم تتكشف خلال دقائق معدودة، ليتم ضبط المتهمين، مما يحقق الردع العام، ويقلص من نسب الجرائم، التي تراجعت مؤخرًا بنسبة تخطت 13 %.
بدوره، قال اللواء رفعت عبد الحميد، الخبير الأمني، إن الرسام الجنائي يسمى بالدليل الفني للجرائم الكبرى والغامضة وهو يعمل في وزارة الداخلية منذ عام 1957 حتي الآن، ومركزه الأدلة الجنائية بمديريات الأمن المختلفة والوزارة والمعامل الجنائية ويكلف من النيابة أو رجال المباحث لتحديد ملامح تقريبية للمجرمين والمجنى عليهم.
وأضاف "عبد الحميد"، في تصريحات لـ"انفراد"، إن الرسام الجنائي دوره يشملها حالات الغرق للمجهولين وكل بصمات الوجه في حالات الاشتباه اثباتنا أو نفيا، وله العديد من الجوانب الإيجابية للرسام الجنائي لدقة القلم والفن ويحدد الملامح التقريبية للوجوه، وعما اذا كامن عريض المنكبين من عدمه وبصمة خطوات الأرجل والعلامات البشرية وبصمتها في أي جزء من أجزاء الجاني أو المجنى عليه وحلات التمثيل بالجثث بعد قتلها أو الانتحار وحالات تشوية المجنى عليه وماذا فعل الجاني بالمجنى عليه والمسافة بينهما وهل الجريمة كانت وقوفا ام جلوسا.
وأشار إلى أن تطور العمل الفني للرسام بوزارة الداخلية تمشيا مع الزيادة السكانية وشكل الجريمة حديثا وحاليا يستخدم الرسام الجنائي كزملائه في الوزارة بالعقل التكنولوجي الأمني في مسرح الجرمة الغامض ورسم خوط السير التقريبية وتفتيح ما يسمى بالجرائم الغامضة برسم تخيلي فني جنائي لكل ما حدث من الجاني والمجنى عليه وكل من تصادف وجودهم في مكان الحادث، حاليا الرسم جمع ما بين العقل الأمني البشري والعقل الأمني التكنولوجي ودليلنا علي ذلك أن أجهزة الامن المصرية تنجح خلال 24 ساعة في اليوم في ضبط الجرائم الغامضة وتعلم عنها أول بأول ولا توجد جريمة غامضة لم تكتشف بعد.