أكد وزير الموارد المائية والرى الدكتور هانى سويلم، أن التغيرات المناخية تمثل التحدى الأكبر فى إدارة المياه خاصة مع مشاهدة الكثير من الفيضانات فى دول كثيرة وحرائق الغابات وارتفاع غير مسبوق فى درجة الحرارة فى كافة أنحاء العالم، الأمر الذى يتطلب تبنى سياسات فاعله وادارة رشيدة لمواردنا المائية لسد الاحتياجات الحالية والمستقبلية وتحقيق التنمية المستدامة المنشودة.
وأشار خلال احتفالية كبرى بمناسبة الاحتفال بـ "يوم المياه العالمى بحضور كريستيان برجر سفير الاتحاد الأوروبى فى مصر، أن الاحتفال السنوى باليوم العالمى للمياه هو امتداد لتأكيد اهتمام مصر منذ فجر التاريخ بحق مؤكد للبشرية جمعاء وهو حق كل فرد فى المياه، وقد سطّر التاريخ براعة مصر منذ عهد قدماء المصريين فى ترويض وإدارة نهر النيل وترشيد استخدام مياهه، والاحتفال بيوم المياه العالمى كل عام حتى الآن هو ترسيخ لاحتفال أجدادنا قدماء المصريين بيوم وفاء النيل.
ولفت إلى أن مصر تخطو العديد من الخطوات فى مواجهة تحديات جمة ومركبة، فنصيب الفرد من المياه فى مصر يقترب من 500 متر مكعب سنويًا فى الوقت الذى عَرفت الأمم المتحدة الفقر المائى على أنه 1000 متر مكعب من المياه للفرد فى السنة، كما أن مصر هى أحد أكثر الدول جفافًا فى العالم، وكذا الاعتماد بشكل شبه حصرى على مياه نهر النيل التى تأتى من خارج الحدود، لذا تضع هذه المعادلة المائية الصعبة حالة مصر كنموذج مبكر لما يمكن أن يُصبح عليه الوضع فى العديد من بلدان العالم خلال المستقبل القريب، مع استمرار تحديات الندرة المائية، لذا قامت الدولة المصرية ممثلة فى وزارة الموارد المائية والرى والوزارات المعنية بتنفيذ العديد من المشروعات القومية الكبرى، فى مجالات تحسين نوعية المياه وترشيد استخدامات المياه وتنمية الموارد المائية وتهيئة البيئة المناسبة لتنفيذ هذه الخطة، من خلال إنشاء محطات عملاقة لمعالجة مياه الصرف الزراعى واعادة استخدامها، وايضًا تحديث نظم الرى وصيانة وتحديث المنشآت المائية وتنفيذ مشروعات الحماية من أخطار السيول وحماية الشواطئ المصرية وتطوير التشريعات والتوعية والتدريب واستخدام التكنولوجيا الحديثة فى ادارة المياه وتعظيم الفائدة من كل قطرة منها.
وأكد وزير الرى على أن المياه تمثل عنصر رئيسى فى الزراعة وتحقيق الأمن الغذائى، الأمر الذى يدفعنا للعمل على إيلاء قطاعات الميا ه والزراعة والغذاء الأولوية فى ملف التغيرات المناخية، خاصة أن الأزمات العالمية ومشاكل سلاسل الإمدادات الدولية أوضحت ضرورة التكامل بين قطاعى المياه والزراعة لتوفير الغذاء.
وفى سبيل تحقيق التوعية بالتحديات المائية وسُبل الحفاظ على كل قطرة مياه.. فإن وزارة الموارد المائية والرى اتخذت العديد من الخطوات الجادة فى هذا الامر على المستوى المحلى والإقليمى والدولى بدءًا من إقامتها لأسبوع القاهرة للمياه بنسخه الخمس مما جعله محط اهتمام كافة الخبراء ومتخذى القرار حول العالم لوضع إطار لرفع مستوى الوعى بقضايا المياه على كافة المستويات، وتشجيع الابتكارات لمواجهة تحديات المياه والتعرف على الجهود المبذولة عالميًا لمواجهة تلك التحديات، كما استضافت مصر مؤتمر المناخCOP27بشرم الشيخ حيث نجحنا فى دمج محور المياه للمرة الاولى على الإطلاق فى مؤتمر المناخ من خلال تخصيص يوم للمياه فى مؤتمر المناخ تضمن مناقشة تأثير التحدى الخاص بتغير المناخ على قضايا المياه، وإطلاق مبادرة للتكيف مع التغيرات المناخية فى قطاع المياه، والتى تعتمد على ثلاثة مبادئ تعتبر أولويات رئيسية لجميع البلدان حول العالم وهى (ترشيد المياه وتحسين إمدادات المياه - تعزيز التعاون والترابط بين المياه والعمل المناخى - وضع سياسة وأساليب متفق عليها فى مجال التعاون فى إجراءات التكيف مع التغيرات المناخية).
وعلى المستوى المحلى تقوم الوزارة بالعديد من المجهودات لنشر الوعى بأهمية قضايا المياه حيث من خلال تنظيم ما يقرب من 240 ندوة توعوية سنويًا وبمشاركة 40 ألف مشارك على مستوى الجامعات والمدارس والجمعيات الاهلية ودور العبادة من مساجد وكنائس وايضًا استخدام وسائل التواصل الاجتماعى ووسائل الاعلام المرئية والمسموعة وكذا تنفيذ العديد من المسابقات على كافة المستويات بين الطلاب والمزارعين وغيرهم من فئات المجتمع بما يسهم فى الاستفادة من جهودهم فى توعية مجتمعاتهم المحلية من خلال قيامهم بتطبيق ممارسات ترشيد استخدام المياه والحفاظ عليها، وتوعية عائلاتهم واصدقائهم بهذه الممارسات وأهمية تطبيقها.
الجدير بالذكر أن العالم يحتفل بـ "يوم المياه العالمي" يوم 22 مارس القادم، حيث سيتم عقد فعاليات "مؤتمر الأمم المتحدة لمراجعة منتصف المدة" بنيويورك خلال يوم المياه العالمى بمشاركة وفد مصرى رفيع المستوى برئاسة الدكتور هانى سويلم وزير الموارد المائية والرى.
وأضاف الوزير أن احتفال اليوم يعكس اهتمامنا جميعًا بالعمل معًا لغد أفضل بما يخدم أهدافنا وطموحاتنا نحو التنمية الشاملة والمستدامة، هذا الغد الذى نسعى أن تقوده وتتقدم صفوفه قاعدة مؤهلة من النشأ.
وتأتى أهمية هذه الاحتفالية تأكيدًا على الأهمية الكبرى التى تمثلها التوعية المجتمعية فى التعامل مع كافة القضايا التى تواجه المجتمع وخاصة فى مجال الامن المائى، خاصة مع تزايد الشح المائى والتصحر واستمرار مواسم الجفاف لفترات أطول بسبب ما يعانيه العالم من تغيرات مناخية.
وفى كلمته، أعرب السفير كريستيان برجر سفير الاتحاد الأوروبى فى مصر عن سعادته بالمشاركة فى هذا الحدث الهام، مشيرا إلى أن المياه تعد بالغة الأهمية لكافة أشكال الحياه على وجه الأرض، واليوم هناك العديد من التحديات التى تواجه قطاع المياه حول العالم مثل التغيرات المناخية وما ينتج عنها من تأثيرات سلبية، مما يدفعنا للعمل على تحقيق الاستدامة والتحرك للأمام فى هذا القطاع الهام.
وأكد على استمرار التعاون والتنسيق بين مصر والاتحاد الأوروبى فى مجال ادارة الموارد المائية بالشكل الذى ينعكس على توفير فرص العمل بالمناطق الريفية وتحسين حياة المواطنين، مشيرا إلى أنه احتفال اليوم هو فرصة لمناقشة الخطوات المستقبلية لتعزيز هذا التعاون، ومواصلة العمل مع وزارة الموارد المائية والرى وكافة الشركاء لتحقيق الإدارة المثلى للمياه.