أكد وزير الخارجية سامح شكري، أن أعضاء السلك الدبلوماسي المصري نساءً ورجالاً، يشعرون بالاعتزاز والفخر وهم يضطلعون بدورهم الوطني، واصفا إياهم بجنود الوطن المرابطون خارج الحدود وعيون مصر الساهرة في كل أنحاء العالم، لافتا إلى أنهم يعملون على مدار الساعة لحماية مقدراتها والدفاع عن مصالحها، يتابعون بعين فاحصة كل القضايا والموضوعات التي تمس أمن مصر القومي، ويتحركون لعرض المواقف المصرية وشرح أبعادها، ويبذلون كل جهد من أجل رعاية أبناء مصر المغتربين.
وأشار وزير الخارجية في كلمة له خلال احتفالية بذكرى يوم الدبلوماسية المصرية والذي يوافق الخامس عشر من كل عام بحضور عدد من السفراء وأعضاء المجتمع الدبلوماسي، إلى أن هذا اليوم 15 مارس عام 1922، صدر إعلان استقلال مصر في أعقاب تصريح 28 فبراير الذي أنهى الحماية الأجنبية، وأصبحت مصر دولة مستقلة ذات سيادة يحق لها تمثيل نفسها في كافة المحافل الدولية، وتم بناء على ذلك إعادة العمل بوزارة الخارجية المصرية التي كان قد تم تعليق العمل بها بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى وفرض الحماية على مصر، مشيرا إلى أنه لفخر الوزارة الخارجية أن يقترن عيدها السنوي بهذا الحدث الهام والذكرى الوطنية العزيزة من تاريخ الوطن.
وأوضح أن هذا الدور الذي اضطلعت به وزارة الخارجية بأمانة وإخلاص على مدار قرن من الزمان وما تزال تضطلع به بكل تفان هو الذي جعل الخارجية المصرية تعد في مصاف أعرق المدارس الدبلوماسية على مستوى العالم. لما هو مشهود لها من كفاءة ومهنية، فهي تمثل حضارة عريقة وحاضر واعد، ومستقبل مشرق يصنعه أجيال تلو الأجيال من الدبلوماسيين المصريين.
وأوضح أن مسئولية حماية أمن مصر القومي، والحفاظ على مقدرات هذا الوطن ورعاية مصالح أبنائه في الخارج، لهي مسئولية كبيرة تقتضي ممن يتحملها أن يكون مؤهلاً ومدرباً أفضل تدريب للاضطلاع بتلك المهام على أكمل وجه.
وأكد أن وزارة الخارجية تعمل دائماً على اختيار أفضل العناصر من الشباب للالتحاق بالعمل الدبلوماسي، وتستمر عملية التدريب وإثقال الخبرات لدى أعضاء السلك الدبلوماسي طوال سنوات العمل بوزارة الخارجية لضمان تطوير وتحديث المهارات، وفهم واستيعاب طبيعة التحديات المحيطة بالدولة والتغيرات التي تطرأ عليها، والإلمام الشامل بأولويات العمل الوطني في كل مرحلة.
أكد أن منظومة وزارة الخارجية تعمل داخل وخارج مصر بشكل متجانس ومتكامل في سبيل تحقيق تلك الأهداف، وفي تنسيق كامل مع كافة أجهزة الدولة المعنية، لضمان صياغة وتنفيذ سياسة خارجية قادرة على الحفاظ على مصالح الوطن وتعظيم الاستفادة من علاقات مصر الخارجية، وتعزيز صداقاتها مع شركائها.
لفت إلى أن بعثات مصر في الخارج - وهي موضوع احتفالية هذا العام - تضطلع بدور هام ومحوري في الدفاع عن المصالح المصرية، وتنفيذ مختلف أولويات وأهداف مؤسسات الدولة المصرية، ويصب عمل تلك البعثات في ديوان عام وزارة الخارجية، الذي تقوم قطاعاته وإداراته المختلفة ببلورة وتحليل ما يرد إليهم من تقارير وتقييمات لعرضها على القيادة السياسية، والتنسيق في مختلف المجالات ذات الطبيعة الفنية مع وزارات وهيئات الدولة المختلفة، بما يمكنها من اتخاذ القرارات المناسبة بناء على معلومات دقيقة ومعطيات شاملة.
وأكد أن دور بعثات مصر الدبلوماسية في الخارج يتعاظم في أوقات الأزمات الدولية أكثر من أي وقت آخر، مشيرا لدور بعثات مصر في الخارج المحوري في إجلاء أبناء الوطن خلال أزمة جائحة كورونا وكذلك العمل على إعادة أبنائنا الطلاب الذي شاءت الظروف تواجدهم في مرمى نيران الأزمة الروسية الأوكرانية وفي أفغانستان عقب انهيار النظام الحاكم وسيطرة حركة طالبان على الحكم، وغير ذلك الكثير والكثير من الشواهد على قدرة ذراع مصر الدبلوماسي حول العالم على حماية المواطن المصري وتأمين عودته إلى أرض الوطن في أي لحظة يشاء فيها العودة.
وأكد أن أعضاء السلك الدبلوماسي المصري وهو يحتفلون بيوم الدبلوماسية المصرية، يجددون العهد الذي أقسموا عليه أمام الله والوطن، بأن يقدموا كل ما يملكونه من غال ونفيس في سبيل حماية أمن مصر ومصالحها الوطنية العليا، ورعاية أبنائها في الخارج، وأن يرفعوا راية الوطن عالية خفاقة في كل بقاع الأرض، مضيفا"لا شك أن حضوركم اليوم... وتشرفنا بهذه الكوكبة المرموقة من القامات الرفيعة لتشاركنا هذا الاحتفال... لهو أكبر دليل على ما تحظى به مؤسسة الخارجية المصرية من تقدير وإجلال في الدولة المصرية."
وتقدم وزير الخارجية بخالص الشكر والتقدير لزملائه من أعضاء وزارة الخارجية سواء من هم مازالوا في خدمة العمل بالوزارة أم من غادرها وانتهت فترة عملهم الرسمي بوزارة الخارجية، واختتم كلمته بالقول "أشكركم جميعاً على ما تقومون به من جهد لخدمة وطننا العزيز... وما تتحملونه من تضحيات أنتم وأسركم في سبيل تمثيل مصر وشعبها العظيم في مختلف بقاع الأرض... كل عام وأنتم جميعاً بخير."