"وحدة الصف" و"تعزيز التضامن العربي".. تلك هي الرسالة التي قرأها خبراء ودبلوماسيون من زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، إلى جدة، ولقاءه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ما يؤكد عمق ومتانة العلاقات بين جناحي الأمة العربية وقدرتهما على تجاوز التحديات وتغليب مصلحة الوطن العربي.
وأجمع دبلوماسيون سابقون - في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق، اليوم الاثنين - على أهمية زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى المملكة ولقاءه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في هذا التوقيت الهام، أي في ظل التحديات الإقليمية والدولية، وفي إطار التحركات المصرية المستمرة للحفاظ على روح التضامن العربي، لا سيما قبل انعقاد القمة العربية يوم 19 مايو القادم بالرياض.
السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال إن زيارة الرئيس السيسي إلى جدة حملت رسالة هامة للعالم مفادها بأن هناك جبهةً عربيةً صامدةً تقف على أقدام ثابتة في المعترك الدولي، وأن الموقف العربي متكامل وفي حالة صحوة جيدة وينسق بشكل مستمر فيما بينه.
وأضاف أن زيارة الرئيس للسعودية تعد خطوة في سلسلة من الخطوات التي تمت مؤخرًا للتشاور بين مصر وكل الدول الخليجية، مذكرًا بأن الرئيس السيسي تبادل الزيارات مع جميع رؤساء وملوك الدول الخليجية، ما يؤكد أن مصر تقود مشاورات مكثفة تتعلق بعدد من القضايا الملحة وعلى رأسها تدعيات حرب روسيا وأوكرانيا على البلدان العربية خاصة فيما يتعلق بالطاقة والغذاء.
وتابع أن التحضيرات المتعلقة بالقمة العربية المرتقبة، ومشاركة سوريا بها أو عدمها، هي كذلك ضمن المشاورات المهمة بين مصر والسعودية، فضلًا عن عودة العلاقات مع إيران وتأثيرها الإيجابي على الحرب الدائرة في اليمن، بجانب بحث القضية الفلسطينية والأزمات بالمنطقة.
وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أهمية ملف الاقتصاد والاستثمارات العربية المتبادلة بالنسبة لمصر والذي يعد من أبرز الملفات على أجندة تلك اللقاءات الهامة بين قيادة البلدين الكبيرين.
من جهته، قال الدكتور حسين حسونة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، وممثل مصر في لجنة الأمم المتحدة للقانون الدولي، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى جدة أكدت قوة العلاقات المصرية السعودية، وأهمية العمل المشترك الذي تقوم به الدولتان لدعم التضامن العربي، ولاسيما أن تلك الزيارة تأتي قبل انعقاد القمة العربية بالسعودية.
وشدد على أن القاهرة والرياض رائدتان في جامعة الدول العربية، وتعملان على توحيد الصف، ودعم العمل العربي المشترك، خاصة في ضوء التطورات الأخيرة بالمنطقة ومنها إعادة العلاقات مع إيران، والتقارب السوري مع الدول العربية، وتصاعد المواجهة مع إسرائيل في ظل السياسة العنصرية للحكومة الجديدة.
وأضاف الرئيس الأسبق لبعثة جامعة الدول العربية في الولايات المتحدة الأمريكية، أن كل تلك القضايا العاجلة المطروحة على الساحة كانت في حاجة إلى مباحاثات بين القيادة المصرية والسعودية؛ لبحث كيفية مواجهة العرب للتحديات الراهنة من أجل أمن واستقرار المنطقة.
كما شدد السفير حسين حسونة، على أهمية العلاقات الاقتصادية بين القاهرة والرياض، وحرص وسعي البلدين على تعزيز وزيادة التبادل التجاري وفرص الاستثمارات المشتركة.
من جانبه، أكد السفير أحمد درويش سفير مصر الأسبق بالعراق، أن زيارة الرئيس السيسي إلى السعودية جاءت لتعزيز التضامن العربي في هذه الفترة الحرجة التي تشهد تغيرات سريعة وعديدة على المستوى المحلي والدولي.
وشدد على أن تلك الزيارة الهامة أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك قوة ومتانة وخصوصية العلاقات بين مصر والمملكة العربية السعودية، وردت على كل الشائعات المستهدفة تلك العلاقات المتجذرة الراسخة التي لا تهتز أبدًا.
ونوه السفير أحمد درويش بأن مصر والمملكة العربية السعودية دولتان كبيرتان وفاعلتان بالمنطقة والشرق الأوسط، وتقودنا العمل العربي المشترك وتعملان على الحفاظ على الأمن العربي.
بدوره، قال السفير دكتور يوسف أحمد الشرقاوي، سفير مصر السابق لدى اليمن، إن زيارة الرئيس السيسي للمملكة العربية السعودية تمثل نقطة انطلاقة نوعية لدعم التعاون الثنائي وتطوير الشراكة الاستراتيجية القائمة بين الدولتين في كافة المجالات.
وأضاف أن الزيارة جاءت في إطار التشاور المستمر المصري السعودي، على مستوى دبلوماسية القمة لدعم الاستقرار والتنمية بالمنطقة، ومواجهة التحديات التي تؤثر على الأمن القومي المصري والسعودي والأمن القومي العربي، وأمن البحر الأحمر والخليج، بجانب مكافحة التطرف والإرهاب، وسبل دعم القضية الفلسطينية، وسوريا وليبيا واليمن ولبنان.
وتابع أن تلك الزيارة كانت فرصة مهمة من أجل تعزيز التشاور بشأن الإعداد للقمة العربية المقبلة بالرياض وتنسيق المواقف بين البلدين وبحث سبل تعزيز التعاون والتضامن العربي في هذا الإطار.
ونوه السفير الشرقاوي بأن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، اكتسب أهمية خاصة في ضوء التطورات التي تشهدها المنطقة العربية والأزمات الدولية الراهنة.
السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أكد حرص مصر على ترسيخ العلاقات المصرية - السعودية مع زيادة وتيرة التنسيق السياسي بين البلدين من أجل التوصل إلى أرضية مشتركة للتعامل مع التغييرات الإقليمية، مشددًا على أن العلاقات الثنائية بين مصر والسعودية تمثل حجر الزاوية في العمل العربي المشترك، وتصب في مصلحة التضامن العربي.
ولفت السفير حسين هريدي إلى أن زيارة الرئيس السيسي إلى جدة جاءت تحضيرًا للقمة العربية التي تستضيفها المملكة العربية السعودية، وعقب زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، لمصر السبت الماضي، وبلا شك لبحث عودة سوريا لشغل مقعدها في جامعة الدول العربية.