أبرز مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام التابعة لوزارة الخارجية المصرية، الخميس، التحقيق الشامل لـ "انفراد" عن دور مصر الريادى في مجال مكافحة الإرهاب تزامنا مع تسلمها الرئاسة المشتركة للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، جاء ذلك في تدوينة نشره المركز عبر حسابه الرسمي على "تويتر".
وأشار مركز القاهرة إلى أن تحقيق "انفراد" المنشور في عدد اليوم الخميس والذى أبرز جهود المركز القاهرة الدولي لبناء القدرات الافريقية في هذا المجال وتجربته الرائدة في نيجيريا، وبرنامجه التدريبي في ولاية بورنو المعني بمكافحة التطرف المؤدي للإرهاب.
ونشر "انفراد" تحقيقا شاملا في عدده الصادر اليوم الخميس تطرق إلى الجهود التي بذلها مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام في دعم قدرات نيجيريا لمكافحة الإرهاب والتطرف في ولاية بورنو شمال شرق البلاد.
بدوره، أكد السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية، بأن تسلم مصر للرئاسة المشتركة للمنتدى العالمى لمكافحة الإرهاب بالاشتراك مع الاتحاد الأوروبى، دليل هام على الثقة التى توليها الأطراف الإقليمية والدولية للجهود المصرية الرائدة فى مجال مكافحة الإرهاب، وهى الجهود التى تتأسس على مقاربة شاملة تتأسس على المواجهة الفكرية للأيديولوجيات المتطرفة، جنبا إلى جنب مع التصدى الأمنى للجماعات والتنظيمات الإرهابية، بالإضافة إلى تجفيف منابع تمويل الإرهاب وعدم توفير ملاذ آمن للعناصر الإرهابية.
وأوضح السفير أحمد أبو زيد فى تصريحات لـ«انفراد» أن ورقة أولويات الرئاسة المُشتركة لمصر والاتحاد الأوروبى تتضمن التزام الطرفين بمكافحة الإرهاب ومعالجة مسبباته، بما فى ذلك مسبباته الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز دور المنتدى فى مجابهة التهديدات الإرهابية بما يتفق مع ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة والقانون الدولى، مع ضمان احترام حقوق الإنسان، وكذا دعم جهود الدول الأعضاء فى تنفيذ استراتيجية الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، والدفع قدما بتنفيذ وثيقة الرؤية الاستراتيجية للمُنتدى 2021-2031، فضلا عن تعزيز الاهتمام بالقارة الإفريقية وإيلاء الاهتمام اللازم إلى احتياجات الدول النامية، بجانب تطوير التنسيق القائم مع الآليات الإقليمية المعنية بمكافحة الإرهاب.
وتطرق إلى محاور التحرك المصرى المتعددة فى مجال مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أنه بجانب مشاركة مصر الفاعلة فى أعمال المنتدى العالمى لمكافحة الإرهاب ورئاستها المشتركة له خلال العامين المقبلين، تنخرط مصر بشكل إيجابى ومؤثر فى التحالف الدولى ضد داعش الذى تتمتع بعضويته وتشارك فى كل أعمال اجتماعاته الوزارية ومجموعات العمل المختلفة المنبثقة عنه، والتى تهدف إلى التصدى لنشاط التنظيم على مختلف الأصعدة الفكرية والتمويلية والتنظيمية، بجانب انضمام مصر لمجموعة العمل المعنية بمكافحة داعش فى إفريقيا التى تم استحداثها مؤخراً فى إطار الاهتمام المتزايد للتحالف بتنامى تهديدات التنظيمات الإرهابية التابعة لداعش فى أفريقيا، والعمل على التصدى له من خلال تقييم التهديدات المتصلة بداعش فى أفريقيا، والمساهمة فى بناء قدرات الدول الأفريقية للتصدى للهجمات الإرهابية وتمويل الإرهابيين وتجنيد المقاتلين.
ونوه المتحدث الرسمى باسم الخارجية بالجهود الكبيرة التى تبذلها مصر لدعم قدرات الدول الأفريقية الشقيقة فى مجال مكافحة الإرهاب، انطلاقاً من الدور المصرى الإيجابى الداعم لأمن واستقرار دول القارة، حيث تنخرط مصر بنشاط فى مجموعة العمل الأفريقية المعنية ببحث مقترح إنشاء قوة أفريقية لمكافحة الإرهاب بناء على مخرجات القمة الأفريقية الاستثنائية المنعقدة بمالابو فى مايو 2022، بجانب استضافة مصر لمركز مكافحة الإرهاب لتجمع دول الساحل والصحراء، والذى يقوم بتقديم دورات تدريبية لبناء قدرات كوادر الدول الأعضاء للتصدى لنشاط الجماعات والتنظيمات الإرهابية المتواجدة بمنطقة الساحل والصحراء.
وسلط السفير أبو زيد الضوء على الجهود الحثيثة التى يضطلع بها مركز القاهرة الدولى لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام فى هذا الصدد، ومن بينها البرنامج التدريبى الذى عقده المركز فى نيجيريا العام الماضى بهدف تعزيز قدرات الجانب النيجيرى فى مجال مكافحة الإرهاب، فى إطار برنامجيّ المركز للوقاية من التشدد والتطرف المؤدى للإرهاب ولنزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج، موضحاً أن البرنامج التدريبى يأتى كترجمة عملية للاستخلاصات الصادرة عن منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين حول أهمية المقاربة الشاملة للتصدى للإرهاب، أخذاً فى الاعتبار تولى مركز القاهرة مهام السكرتارية التنفيذية لمنتدى أسوان».
وتبذل الحكومة المصرية جهود مضنية لمكافحة الإرهاب والفكر المتشدد فى القارة الافريقية خلال السنوات الماضية، وذلك من خلال الدور الذى تلعبه وزارة الخارجية والمؤسسات التابعة لها ولعل أبرزها مركز القاهرة الدولى لتسوية النزاعات وحفظ السلام فى افريقيا، وتعد نيجيريا من أبرز الدول التى ساهمت مصر فى دعم قدراتها لمكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة ولعل أبرزها تنظيم «بوكوحرام»، وذلك فى إطار الملكية الوطنية النيجيرية للرؤية الشاملة لمكافحة التنظيمات المتطرفة التى تستهدف الأبرياء.