أكد أعضاء وفد تجارى رفيع المستوى يضم 35 فردًا من مقاطعات وسط الأرجنتين، أن التوسع الاقتصادى الذى تشهده مصر مُشجع جدًا للمستثمرين، ويساعد فى الدفع بعلاقات التعاون نحو أفق أرحب، بما يلبى التطلعات والأهداف المشتركة للبلدين.
ووصف محافظ مقاطعة سانتا فى، عمر بيروتى - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط - مصر بأنها دولة محورية في الشرق الأوسط ولها ثقل ودور كبير في المنطقة، وتتبادل علاقات ثنائية مميزة مع الأرجنتين تمتد لعقود من الزمن وتتجاوز حدودها التجارة والأعمال.
وقال: "جئنا محملين بالأمل في مستقبل مشرق للتعاون الثنائي، فمصر ليست دولة في أمريكا اللاتينية لكننا نعتبرها دولة شقيقة، وهناك تشابه كبير في طباع الشعبين المصري والأرجنتينى، وقد أدت جائحة كورونا إلى تباطؤ حركة التجارة بين الدول، ونسعى لإحياء العلاقات الاقتصادية وفتح أسواق جديدة".
وأبدى بيروتي اهتمامًا بالمشاركة في مشروع مصر لتحقيق الأمن الغذائي، مؤكدًا على أهمية تعرف كل طرف على احتياجات الطرف الآخر لتحقيق التكامل والتعاون المنشود، وجود خط طيران مباشر بين مصر وأمريكا اللاتينية سيساهم بشكل كبير في تعزيز حركة التجارة الثنائية
واقترح أن تتبنى كلا البلدين نظامًا مشابهًا بالمقايضة بحيث تتبادل مصر والأرجنتين البضائع مباشرة بسلع أو خدمات أخرى، ومن ثم نتجنب مشاكل الشحن أو سعر الصرف والتي تتأثر بالمتغيرات العالمية، بحيث نحافظ على علاقات اقتصادية تتميز بالمرونة والاستدامة.
وتعهد بيروتي بإزالة أي عوائق تحول دون تعزيز التعاون بين الجانبين في سبيل تحقيق تعاون طويل المدى يعظم الاستفادة للعديد من القطاعات، مشيرًا إلى أن الوفد لمس جدية واضحة من الجانب المصري سواء من القطاع الخاص أو الحكومي لتطوير التعاون
من جانبه، يرى حاكم مقاطعة إنتري ريوس، غوستافو بورديت، أن مصر شريك استراتيجي هام للأرجنتين وبوابة الدخول للشرق الأوسط وأفريقيا، وهي بمثابة نقطة انطلاق للوصول إلى الأسواق بالدول الأخرى.
وكشف بيروتي أن الوفد يستهدف بحث سبل تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين، واستكشاف مجالات الاستثمار وتبادل الخبرات، خاصة في قطاعات الزراعة والتصنيع الزراعي والثروة الحيوانية ومنتجات الألبان والحبوب وصناعة الأسمدة، والتكنولوجيا الزراعية والهندسة الوراثية والأدوية البشرية والبيطرية.
وأشار إلى انبهار الوفد أثناء زيارته لوزارة الزراعة بالتقدم الكبير الذي أحرزته مصر في مجال الاستزراع السمكي، وأن الوفد يسعى للاستفادة من الخبرات المصرية في مجال الهندسة الوراثية في الزراعة ونقلها إلى الأرجنتين، كما تم عقد لقاء مثمر مع أعضاء الغرفة التجارية المصرية.
وأوضح أن المقاطعات الأرجنتينية تطبق نظام الحكم الفيدرالي ويمكنها أن تتبنى مجموعة من الشروط الاقتصادية المناسبة لها بعيدًا عن الحكومة المركزية.
من جهته، بين وزير الصناعة في مقاطعة قرطبة، فرناندو سيبيلا، أن حجم التبادل التجاري بين البلدين يبلغ حوالي 2 مليار دولار سنويًا، نصفها من المقاطعات الثلاث التي يمثلها الوفد الذي يزور مصر حاليًا.
وقال إن مصر أحد أهم دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والحكومة المصرية تتوسع بشكل كبير في كافة المجالات الاقتصادية والتجارية، وهناك فرص كبيرة للتعاون الثنائي، ويمكن للأرجنتين تزويد مصر بأحدث تكنولوجيا في مجال الآلات الزراعية لتحقيق أهدافها التوسعية.
وتابع: "لا نسعى لمجرد البيع والشراء بل الارتقاء بمستوى التعاون الاقتصادي والتجاري بما يعود بالنفع على كلا الطرفين، وعقدنا لقاءات مع مسئولي وزارتي الزراعة والتجارة واتفقنا على إنشاء لجنة مشتركة لبحث مجالات التعاون المستقبلية