وصف الرئيس عبد الفتاح السيسى، مباحثاته البوم مع "محمد ولد الشيخ الغزوانى" رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية- عقب مباحثاتهما بقصر الاتحادية اليوم- بالمكثفة والبناءة، حيث تناولا خلالها مختلف الموضوعات، الثنائية والإقليمية والدولية مضيفًا:" عكست المشاورات، إرادتنا السياسية المشتركة، نحو تعزيز العلاقات المتميزة بين البلدين، والارتقاء بها فى مختلف المجالات إلى آفاق أرحب وذلك من خلال تفعيل أطر التعاون، والتنسيق على المستويات كافة أخذا فى الاعتبار، التحديات المشتركة التى تواجه مصر وموريتانيا ومنها تحديات تحقيق التنمية الشاملة، ومواجهة التدخلات الخارجية فى المنطقة، ومكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وصون الدولة الوطنية ومؤسساتها".
وإلى نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
أخى فخامة الرئيس/ محمد ولد الشيخ الغزوانى..
رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة،
السيدات والسادة الحضور،
إنه لمن دواعى سرورى، أن أرحب بشقيقى، الرئيس "محمد ولد الشيخ الغزوانى"، فى بلده الثانى "مصر".
وأغتنم هذه المناسبة، لأعرب عن تقدير مصر البالغ، للروابط التاريخية العميقة، التى تجمعها مع موريتانيا، فى ظل علاقات الأخوة، بين الشعبين والبلدين الشقيقين.
لقد أجريت اليوم، مع الرئيس "الغزوانى"، مباحثات مكثفة وبناءة تناولنا خلالها مختلف الموضوعات، الثنائية والإقليمية والدولية وقد عكست المشاورات، إرادتنا السياسية المشتركة، نحو تعزيز العلاقات المتميزة بين البلدين، والارتقاء بها فى مختلف المجالات إلى آفاق أرحب وذلك من خلال تفعيل أطر التعاون، والتنسيق على المستويات كافة أخذا فى الاعتبار، التحديات المشتركة التى تواجه مصر وموريتانيا ومنها تحديات تحقيق التنمية الشاملة، ومواجهة التدخلات الخارجية فى المنطقة، ومكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وصون الدولة الوطنية ومؤسساتها.
وفى هذا السياق، اتفقنا على تطوير التعاون فى المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية فضلا عن سرعة الإعداد، لعقد الدورة المقبلة، للجنة العليا المشتركة المصرية الموريتانية، خلال العام الجارى بما يخدم جهود دعم العلاقات، وتعميق الشراكة الثنائية بين البلدين وتعزيز أطر التعاون والتنسيق، إزاء كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك.
من جانب آخر، تناولنا آخر المستجدات المطروحة على الساحة العربية حيث توافقنا حول أهمية دفع آليات العمل العربى المشترك، بهدف الحفاظ على الأمن القومى العربى، وحماية وحدة وسيادة ومقدرات الدول العربية.
وبحثنا أيضا، آخر تطورات القضية الفلسطينية والجهود المبذولة لحفظ حقوق الشعب الفلسطينى الشقيق، وتحقيق تطلعاته نحو دولته المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها "القدس الشرقية".
كما تناولنا مستجدات الأزمة الليبية، حيث توافقنا فى الرؤى، على ضرورة عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.. بالتزامن وخروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب، بدون استثناء وفى مدى زمنى محدد، تنفيذا للمقررات الدولية ذات الصلة.
تشاورنا كذلك، بشأن تطورات الأوضاع فى السودان وأكدنا أهمية التوقف الفورى والمستدام لإطلاق النار والحفاظ على المؤسسات الوطنية السودانية، ومنعها من الانهيار وتكثيف الجهود لنفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة، للتخفيف من معاناة المتضررين.
ومن هذا المنبر، فإننا نحث جميع الأطراف، على تغليب صوت الحكمة، للحفاظ على مقدرات الدولة السودانية.. ومصالح شعبها.
من ناحية أخرى، تناولنا ملف "سد النهضة" الإثيوبى، وتبعاته الخطيرة على الأمن المائى لدول مصب حوض النيل حيث أكدنا أن الأمن المائى المصرى، هو جزء لا يتجزأ من الأمن المائى العربى وشددنا على أهمية حث إثيوبيا، على التحلى بالإرادة السياسية، للأخذ بأى من الحلول الوسطى، التى تم طرحها على مائدة التفاوض، والتى تلبى مصالحها، دون الافتئات على حقوق ومصالح دولتى المصب وذلك من أجل إبرام اتفاق قانونى ملزم، بشأن ملء وتشغيل سد النهضة.
كما اتفقنا، على تعزيز جهودنا على الساحة الإفريقية، فى ظل الدور الحيوى، الذى تقوم به كل من مصر وموريتانيا، فى هذا الشأن مع استمرار التنسيق والتعاون فى إطار الاتحاد الإفريقى ومواصلة جهود دعم بنية السلم والأمن والتنمية، فى القارة الإفريقية بما يمكنها من تجاوز التحديات، وتحقيق الرخاء والاستقرار، لسائر أبناء قارتنا العريقة.
فخامة الرئيس/ محمد ولد الشيخ الغزوانى،
لقد أسعدنى لقاؤكم اليوم وإننى لأتطلع إلى المزيد، من التعاون الوثيق بين بلدينا،بما يحقق مصالح شعبينا الشقيقين، ويلبى تطلعاتهما متمنيا للشعب الموريتانى، كل الخير والاستقرار والرفاهية، تحت قيادتكم الحكيمة وأجدد ترحيبى بكم، فى بلدكم الثانى "مصر".