"ماذا لو لم تقم ثورة 30 يونيو؟" سؤال يطرح نفسه دائما ويحمل العديد من الأجوبة المحورية، لكن أهما على الإطلاق هذا الذي نشهده حاليا على أرض الواقع، من تقدم ملحوظ على كافة الأصعدة في كل أرجاء الوطن طيلة السنوات العشرة الماضية.
وحتى لا تكون آفة حارتنا النسيان، فقد أصبح الشارع في التاسع والعشرين من يونيو لعام 2013 على بعد خطوة واحدة من اللحظة الفاصلة، في ظل تفاقم الأمور وتأزمها ووصول الاحتقان إلى مداه، ففي صبيحة نفس اليوم بدأ شبح الحرب الأهلية يخيم على البلاد بعدما انتقلت المواجهات بين المتظاهرين وأنصار جماعة الإخوان المسلمين حول كثير من مقارهم التى تعرضت للحرق في كثير من المحافظات، وهي الأحداث التى أودت بحياة 5 من المواطنين وخلفت مئات الجرحى والمصابين.
ذكرت قناة "الوثائقية": "هكذا تحولت حياة المصريين إلى جحيم، بعدما انعكست حالة الفزع والخوف على المشهد المصري في كثير من المجالات، ولا ننسى تكدس صفوف السيارات أمام محطات التزود بالوقود لكيلو مترات وسط أحاديث عن اختفاء البنزين، وسيطرة البلطجية على منافذ التوزيع، كما تزاحمت الجماهير أمام المنافذ والمحال التجارية والبنوك، في محاولة لتخزين البضائع والسلع تحسبا لأيام مجهولة قاتمة.
وحتى نتذكر، تحدث الجميع عن أن الثلاثين من يونيو بدأت أحداثه قبل الأوان، لاسيما بعد تساقط القتلى والمصابون في المحافظات، في وقت هزت فيه الانفجارات أرجاء بورسعيد، وتحت متابعة الصحف تصاعد المواجهات والاعتداءات بالخرطوش في المحلة والشرقية، بالتزامن مع حرق مقار الإخوان مقرا تلو الآخر، مع تعليق خطباء المساجد الدم المسال في رقبة مرسي.
364 يوما ثقيلا مرت على حكم الجماعة برئاسة مرسي، اختيارات خاطئة وقرارات غير موفقة، وتظاهرات تتزايد والعناد يتعاظم، هذا الوقت الذي استنفر فيه الجيش قواته كما لم يحدث من قبل، مع مراقبة الأمور من الجو بطائراته، في وقت كانت فيه مصادمات الإخوان مع الشارع تزيد من وتيرة الأحداث وحدتها، وبينما كانت عناصر الإخوان تحشد عناصرها المجلوبين من مختلف المحافظات في حافلات لإعلان اعتصام مفتوح الأمد في ميدان الشهيد هشام بركات المسمى آنذاك بـ"رابعة العدوية".
حمل التمرد مرسي وجماعته مسؤولية الدماء، وقررت السلطات المصرية إعلان خطة الطوارئ بتشغيل مطارات مصر وأغلقت كثيرا من سفارات الدولة أبوابها تحسبا لمواجهات الثلاثين من يونيو، ولم تكن هناك سوى ساعات قليلة تفصل الشعب المصري عن الحدث الأهم في تاريخه المعاصر، وكان الجميع يحبس أنفاسه بعدما حضرت الثورة في قلوب ملايين المصريين، ويراقب الجميع عقارب الساعة في انتصار ما ستسفر عنه تدفقات المواطنين إلى الشوارع.