قال السفير وائل نصر الدين عطية، سفير مصر بنيروبي، إن كينيا تقدر الجهود الكبيرة التي تبذلها مصر من أجل حل القضايا العالقة في القارة الأفريقية، ولا سيما تلك المتعلقة بمحاولة إيجاد مخرج للأزمة بالسودان.
وأضاف السفير وائل نصر الدين، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم السبت، على هامش انعقاد "قمة منتصف المدة التنسيقية الخامسة للاتحاد الأفريقي"، المرتقبة غدًا الأحد بنيروبي بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن كينيا تثمن كذلك دعوة القاهرة لدول جوار السودان لتشارك الرأي والتباحث حول كيفية حقن دماء الشعب السوداني وإعادة الأمن والاستقرار لهذا البلد الشقيق.
ولفت السفير المصري إلى العلاقات الودية الخاصة التي تجمع بين القاهرة ونيروبي في ضوء توافق الرؤى والمصالح المشتركة بين البلدين، وفي ظل أوضاع إقليمية ودولية شديدة الاضطراب تستلزم تضافر الجهود وتوحيد الصف الأفريقي ،مؤكدًا كذلك حرص البلدين على فتح آفاق التعاون بما يحقق نقلة نوعية في مستوي العلاقات الثنائية.
وأشار إلى الاتصالات المكثفة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس كينيا وليام روتو، حول عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها الأوضاع في السودان والصومال، كاشفًا عن تنسيق مصري مستمر مع كافة البلدان المعنية بالأزمة السودانية ومن بينهم دول منظمة الايجاد الثمانية (السودان،كينيا، إثيوبيا، أوغندا، الصومال، جيبوتي، إريتريا وجنوب السودان).
وذكر بأن الرئيس السيسي والرئيس وليام روتو قد التقيا على هامش القمة الثانية والعشرين لتجمع الكوميسا بالعاصمة الزامبية لوساكا يونيو الماضي ، فضلًا عن اجتماعهما في نفس الشهر بباريس خلال القمة الدولية "ميثاق التمويل العالمي الجديد"، ما أعطى دفعة قوية للعلاقات الثنائية بين البلدين.
ونوه السفير المصري إلى مواصلة هذا التنسيق الثنائي والمباحثات المكثفة بين الزعيمين خلال زيارة الرئيس السيسي المرتقبة إلى العاصمة نيروبي للمشاركة في أعمال القمة التنسيقية الخامسة لمنتصف العام للاتحاد الأفريقي والمجموعات الاقتصادية الإقليمية والآليات الإقليمية والدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي، التى تعقد الأحد تحت شعار "تسريع تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية".
وألقى السفير وائل نصر الدين الضوء على العلاقات المصرية الكينية المتميزة لاسيما في ضوء تلاقي المصالح والاهتمامات المشتركة، مبرزًا توافق البلدين حول التعامل مع قضايا المناخ خلال رئاسة مصر لمؤتمر COP27 نوفمبر الماضي بشرم الشيخ وتركيزها على أفريقيا ، وذلك في الوقت الذي تترأس فيه كينيا لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة المعنية بالتغير المناخي.
وشدد على أن قمة المناخ التي عقدت بشرم الشيخ كانت من المرات النادرة التي أولت فيها دول العالم اهتمامًا كبيرًا بالبلدان الأفريقية وتأثرها بظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ، مما يؤكد نجاح مصر في وضع شواغل قارتها في مقدمة الأولويات.
وأكد السفير المصري لدى كينيا أن العلاقات المصرية الأفريقية تشهد أفضل فتراتها في عهد الرئيس السيسي؛ حيث تساعد مصر بجهودها ودبلوماسيتها في حل القضايا الخلافية بالقارة، وتحرص على المشاركة رفيعة المستوى بالقمم الأفريقية كما تدعم متطلبات وتطلعات الشعوب الأفريقية نحو التنمية.
وتحدث السفير وائل نصر الدين عن مستقبل القارة الافريقية الواعد في ضوء تشكيل نظام عالمي يبحث عن مصادر جديدة ومتجددة للطاقة في الوقت الذي تتمتع فيه قارتنا البكر بقدرات كبيرة في هذا المجال.
وأعرب عن اعتقاده بأن تزايد الاهتمام العالمي بالقضايا البيئية -في ظل توجه الكثير من دول العالم نحو الوصول إلى صفر إنبعاثات كربونية للتصدي لظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ - سيعطي لأفريقيا دورًا هامًا داخل النظام العالمي والاقتصادي الجديد.