أحيت وزارة الخارجية ومكتب منظمة المتحدة في مصر، الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لعمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، باحتفالية رفيعة المستوى أقيمت بمقر الوزارة في قصر التحرير بالقاهرة، إعراباً عن التقدير المشترك للإسهامات الاستثنائية التي يُسديها حفظة السلام المصريين للسلم والأمن الدوليين.
وافتتح الاحتفالية السفير إيهاب بدوي، مساعد وزير الخارجية للشؤون متعددة الأطراف والأمن الدولي، والمُنسقة المُقيمة للأمم المتحدة في مصر، بحضور ممثلين عن وزارة الدفاع والانتاج الحربى ووزارة الداخلية، وسفراء عدد من الدول الأجنبية المعتمدة فى مصر، ومثلت الاحتفالية مناسبة لتسليط الضوء على خدمات وتضحيات حفظة السلام من الرجال والنساء المصريين.
بدأت الاحتفالية بعرض كلمة مسجلة للأمين العام للأمم المتحدة بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لعمليات حفظ السلام، أعرب خلالها عن تقديره للمساهمات الاستثنائية التي يقدمها حفظة السلام للسلم والأمن الدوليين كما عبر عن تضامنه مع عائلات وأصدقاء وزملاء حفظة السلام الراحلين.
وتُعد مصر سادس أكبر مساهم بأفراد نظاميين في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، حيث تنشر حاليا ما يزيد على 2,800 من أفراد الجيش والشرطة في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام في منطقة أبيي، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، ومالي، وجنوب السودان، والصحراء الغربية. وقد تم تسليط الضوء على العمل الاستثنائي لحفظة السلام المصريين وإبراز تضحياتهم من خلال أفلام تسجيلية مُقدمة من وزارتي الدفاع والداخلية وكذلك من مركز القاهرة لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام.
وشهدت الاحتفالية تكريم أسماء عدد من مصابي حفظ السلام المصريين لتفانيهم أثناء خدمتهم في سبيل السلام، وكذلك تكريم حفظة السلام الذين جادوا بأرواحهم بينما كانوا يخدمون تحت راية الأمم المتحدة، وذلك بحضور 10 من عائلات حفظة السلام المصريين الراحلين.
وتجدر الإشارة إلى أنه في عام 1948، اتُخذ القرار التاريخي بنشر مراقبين عسكريين في الشرق الأوسط للإشراف على تنفيذ اتفاقية الهدنة بين إسرائيل والدول العربية المجاورة، فيما أصبح بعد ذلك هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة. ومنذ ذلك الحين، خدم ما يزيد على مليونين من حفظة السلام من 125 دولة في 71 عملية لحفظ السلام حول العالم. واليوم يخدم 87 ألفا من النساء والرجال في 12 منطقة صراع في أنحاء أفريقيا وآسيا وأوروبا والشرق الأوسط.
جدير بالذكر أن شعار الذكرى السنوية الـ75 لحفظة السلام الدوليين هو "السلام يبدأ بي” ، والذى يعكس التقدير والعرفان بخدمات حفظة السلام السابقين والحاليين وتضحياتهم، بمن فيهم الـ4200 فردًا الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل قضية السلام تحت راية الأمم المتحدة. كما يتم الاحتفاء أيضاً بصمود المجتمعات المحلية التي تسعى نحو تحقيق السلام، الأمر الذى يجعل الحملة بمثابة دعوة لجميع الشركاء للمساهمة فى جهود تحقيق وحفظ وبناء السلام.