حرض ناشط أمريكى يدعى شهيد بولسين جماعة الإخوان على حمل السلاح علانية، لتحقيق أهدافهم كاملة عن طريق العنف، قبل أيام قليلة من الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير.
ووضع "بولسين"، فى مقالة مطولة نشرتها مواقع موالية لجماعة الإخوان، تصورا أو خطة للجماعة حول كيفية حمل السلاح ضد الدولة والحصول على تمويلات لتحقيق أغراضهم.
وقال "بوليسن"، الذى رجحت مصادر أنه يعيش فى "تركيا"، "أى مجموعة يُتوقع لها أن تصبح قتالية، سواء فى مصر أو فى مكان آخر بالعالم، ستكتشف فورا أنها فى حاجة إلى تمويل، فالمقاتلون فى حاجة إلى أسلحة وذخائر ومعدات، كما أنهم فى حاجة إلى أماكن يتمركزون فيها، بخلاف ما يحتاجونه من طعام وشراب، ولكنهم كما يبدو واضحاً لا يستطيعون أن يحافظوا على أى وظائف ثابتة تضمن لهم تمويل أنشطتهم المسلحة، فالصورة المثيرة والبراقة للمقاتل الأسطورى تنهار جاذبيتها فجأة، عندما ندرك أن هذه الاستراتيجية تعتبر عالية الكلفة على مدى الطريق.
وأضاف "بوليسن"، "الكفاح المسلح ما هو إلا دوامة لا تتوقف عن الدوران، ومع دورانها تستنزف المال، فبمجرد أن تخرج الرصاصة مع ضغطة الزناد لن يكون فى إمكانك أن تستخدمها مرة ثانية، كما أن إعادة حشو سلاحك لن تكون بلا مقابل. وكما قال مايكل كولينز، قائد الجيش الجمهورى الإيرلندى، "الرصاصات لن تنمو على الأشجار، وسريعا تتلاشى وعود الحلول الفورية بفعل العنف المتولد، خاصة عندما يعلن هذا العنف عن الميزانية المفتوحة التى تضمن دورانه، هذه الإشكالية ترسل حتما المقاتلين الطامحين للبحث وقرع الأبواب، وعليهم كل علامات التواضع والدعة ليبحثوا عن دعم مالى، ولأننا نتحدث بطبيعة الحال عن أشخاص يتناولون الأمور بشكل مفرط فى البساطة وبنفاد صبر، فسنجدهم يميلون للحصول على الدعم من الجهات الغنية، سواء كانت دولا أم أفرادا.
وتابع شهيد بولسين، "حركات العصابات المسلحة الناجحة لا تبدأ أبدا فى شكل عصابات مسلحة، ولكنها عادة تبدأ كتنظيمات قاعدية شعبية، هم يبنون دعم المجتمع المحلى أولا، ثم يطورون شبكاتهم بين السكان لتوفير الأماكن الآمنة وأعمال الاستخبارات، وتأتى بطبيعة الحال المساعدات المالية المقدمة من الأفراد والشركات الصغيرة، ثم تبدأ المقاومة المسلحة فى نهاية المطاف بإجماع شبكات الدعم هذه، وهكذا يجب أن تكون الأمور بهذا الترتيب؛ لأن العنف - كما هو واضح - يزيد من الخطر ويهدد المجتمع.
وأضاف فى مقاله، "إذا حاولت مجموعة القيام بأى نضال مسلح دون إجماع السكان المحليين؛ فسنجد أن السكان سينقلبون عليهم، وبصراحة هذا ما ينبغى أن يفعلوه، لا يمكن لأحد أن يزعم أنه يدافع عن حقوق الشعب بشكل مشروع، وأنه يكافح من أجل تحريرهم من الطغيان ويحاول أن يحميهم من الاضطهاد، وهو فى الوقت نفسه يهمل وجودهم، بل وأسواء من هذا، هو يحتقرهم".
قد تقول، "ولكن الناس خائفون! سيخافون أن يُتهموا بتمويل جماعات مسلحة!"، ولكن هذا الخوف مبرر جدا، والطريقة الوحيدة للتغلب على هذا الخوف هى أن تزرع فيهم القناعة بأن مجموعتك تهتم بصدق برفاهيتهم وأنك لن تحمل السلاح بدون موافقتهم ودعمهم، وأن لديك رؤية واضحة تظهر كيف أن العمل المسلح سينتصر فى النهاية، على حد تعبيره.