استهلت مصر بدءاً من الأول من سبتمبر الجارى رئاستها لمجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقى، والممتدة على مدار الشهر الحالى بأكمله، وذلك فى إطار العضوية المصرية بالمجلس الأفريقى، والتي بدأت منذ شهر أبريل الماضى ولمدة ثلاث سنوات مقبلة، بحيث يمثل مصر داخل أروقة المجلس السفير أبو بكر حفني محمود، سفير مصر بأديس أبابا ومندوب مصر الدائم لدى الاتحاد الأفريقي.
وبهذه المناسبة، قام السفير المصرى فى أثيوبيا بتنظيم حفل إفطار يوم أمس، حضره العديد من السفراء وممثلي الدول الأفريقية الأعضاء بمجلس السلم والأمن، فضلا عن المسئولين المختصين بمفوضية الاتحاد الأفريقي وإدارة السلم والأمن بالاتحاد على وجه التحديد، وذلك بهدف التشاور حول الملامح الرئيسية لبرنامج عمل المجلس خلال هذا الشهر، فى سابقة داخل أروقة المجلس لاقت استحسان كافة الحضور.
وأكد السفير المصرى فى أديس أبابا على هامش اللقاء حرص مصر خلال رئاستها لمجلس السلم والأمن على محاولة تحقيق التنسيق والترابط اللازم والمطلوب بين أجندة مجلس الأمن ومجلس السلم والأمن الأفريقي، حيث أن حوالى 70% من أعمال مجلس الأمن مخصصة لتناول الأزمات التى تمر بها افريقيا، وأخذا في الاعتبار تزامن عضوية مصر فى كل من مجلس الأمن ومجلس السلم والأمن الأفريقي، وإنطلاقا من كون مصر من ضمن الدول الرائدة فى مجال تعزيز التعاون بين الجهازين الأممي والأفريقي من خلال المبادرة التي أطلقتها إبان رئاستها لمجلس السلم والأمن في ديسمبر 2006 لإنشاء آلية التشاور بين المجلسين.
هذا، وقام مندوب مصر الدائم لدى الاتحاد الأفريقي يوم الأول من سبتمبر برئاسة أولى جلسات مجلس السلم والأمن للشهر الجارى، والتي تم خلالها اعتماد برنامج العمل الشهرى للمجلس، حيث من المنتظر تناول العديد من القضايا المشتعلة على الساحة الأفريقية خلال هذا الشهر، كتطورات الأوضاع في كل من الصومال وجنوب السودان ومالي والكونجو الديمقراطية وجمهورية أفريقيا والوسطى وغينيا بيساو، بالإضافة إلى عدد من البنود الموضوعية الهامة مثل مكافحة الإرهاب في أفريقيا، وجهود بناء السلام بالقارة في مرحلة ما بعد النزاعات، والعلاقة بين الأمن السيبرانى والحفاظ على حالة السلم والأمن في أفريقيا، وتمويل الاتحاد الأفريقى.
ومن المنتظر أن يترأس السفير المصرى بعد غد الاثنين جلسة مشاورات غير رسمية بين مجلس السلم والأمن ومجلس الأمن، وذلك على هامش قيام وفد مجلس الأمن الذى سيتوجه في مهمة ميدانية إلى جنوب السودان بالتوقف في أديس أبابا في طريق عودته من جوبا إلى نيويورك، بحيث ستشكل نتائج هذه الزيارة المحور الرئيسي للمناقشات بين المجلسين.