يأمل برنامج للأمم المتحدة يستهدف الرجال والنساء من جميع الفئات العمرية فى خلق مناخ خال من التحرش الجنسى فى القاهرة. وتهدف المبادرة العالمية التى طرحت عام 2010 إلى إنهاء التحرش والعنف ضد النساء فى الدول النامية مثل مصر. وبعنوان "مدن آمنة خالية من العنف ضد النساء والفتيات" يركز البرنامج بالمشاركة مع منظمات محلية وأفراد على المناطق الفقيرة.
ويقول سائق التوك توك الشاب محمد عبد الكريم المشارك فى البرنامج إنه تحول إلى شخص جديد بعد أن تغيرت سلوكياته. وقال "بصراحة يعنى مشروع حلو، وشباب كتير يعنى حاولت أن تستفيد منه. أنا كنت بشرب مخدرات وبطلت، بقيت ألعب رياضة مكنتش بلعب رياضة الأول. مثلاً كان فيه حتة إن إنت تقابل بنت فى الشارع وممكن تعاكسها وممكن عشان لابسة ضيق فا إنت تتغر، وممكن تكون بنت ناس. لما بيبقى فيه بنات معانا فى قلب الجمعية فبتالى أنت بتتعامل معهم فبتالى يبقى الموضوع عادى بالنسبة لك. بقيت مثلاً تشوف واحدة فالشارع مبقتش تعاكسها زى الأول."
وأضاف أن البرنامج ساعده كذلك على القيام بعمله بشكل أفضل بعد أن تعلم كيف يتحدث بهدوء مع الزبائن وألا يترك الغضب يتمكن منه.
وقالت ماريا نويل فيزا مديرة قسم برنامج المرأة بالأمم المتحدة إن جلسات التدريب كان لها تأثير حقيقى على الذين شاركوا فيها. مضيفة "رأيت كذلك أن النساء من ربات البيوت جئن إلى هنا وتعلمن كيف يحترمن أطفالهن ويحترمن أنفسهن، وكيف يحافظن على كرامتهن. فهذا ليس مجرد برنامج لوقف الأشياء السيئة التى تحدث مثل التحرش بل أيضا لتشجيع النساء على أن يصبحن فى حال أفضل."
وإلى جانب مساعدة النساء يستخدم البرنامج الغناء والرسم والألعاب فى توعية الأطفال بالتحرش الجنسى، وينفذ برنامج "مدن آمنة" فى أكثر من 20 دولة على مستوى العالم منها الهند رواندا والاكوادور وبابوا غينيا الجديدة.
وقالت مدربة الأطفال سارة فتحى إن الرسالة الرئيسية التى ترغب فى توصيلها للأجيال الجديدة هى أن لهم قيمة فى المجتمع. وأن هناك حدودا يتعين عدم تجاوزها فيما يتعلق بأجسادهم وأنهم متميزون.
وقالت "الهدف من التدريب كله إن احنا بنعرفه إن هو إنسان غالى مهما كان أقرب الناس ليه، لازم يتكلم يقول أنا إيه إلى حاصل لي، وده التدريب الأولانى مع الأطفال. احنا شغالين مع الأهالى بردو بنديهم بردو توعية إزاى يتعاملوا مع الأطفال اللى بيتعرضوا للتحرش وانتهاكات الجنسية لهم." ويأمل المنظمون فى توسعة البرنامج فى المستقبل ليشمل مصر كلها.