أكد مصدر مصرى رفيع المستوى استعداد مصر للتعامل مع أى طارئ فى موضوع مفاوضات سد النهضة، وقال "لدينا كل القدرة على العمل والاستعداد لأى طارئ فى هذا الملف"، مشددا على امتلاك القاهرة أوراق ضغط على إثيوبيا، لكن مصر تعول فى النهاية على الرغبة المشتركة لدى البلدين للتعاون البناء والإيجابى، وقيام علاقات سياسية متسمة بالود والدفء بين القاهرة وأديس أبابا، يستفيد منها الشعبان وبقية دول حوض النيل وإفريقيا.
وأشار المصدر إلى أن المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان تجرى بشكل منتظم وفق أساليب علمية، وقال "الكل يدرك أن الجانب الإثيوبى عليه التزامات، كما أن مصر لن تفرط فى مصالحها، والمعلوم لدى الجميع أن مصر سوف تتعامل مع مصالحها بأقصى درجة ممكنة"، مؤكدا وجود عقل مركزى مصرى واحد يدير المفاوضات، وقال "هناك تنسيق كامل بين وزارت الخارجية والرى والدفاع والمخابرات العامة، وليس هناك خروجا من أحد على الخط العام المرسوم للمفاوضات".
وحول الانتقادات الموجهة للاتفاق الإطارى الذى وقعه الرئيس عبد الفتاح السيسى مع نظيره السودانى عمر البشير ورئيس وزراء إثيوبيا ديسالين بالخرطوم فى مارس الماضى، قال المصدر "إن من يعيب على الاتفاق الإطارى نسوا أنه قبل هذا الاتفاق لم يكن هناك أى إطار واضح ومحدد لالتزامات الأطراف الثلاثة، فجاء هذا الاتفاق ليحدد هذه الالتزامات"، لافتا إلى أن الاجتماع السداسى الذى عقد مؤخرا بالخرطوم كان دالا على قدر التشاور واستخلاص المواقف بين الأطراف الثلاثة، كما دفع المفاوض المصرى باتجاه التفاعل والاتفاق، لأن ما يهمنا ألا يذهب أحد من خلال الإرادة المنفردة لفعل شىء دون اتفاق الأخرين، لذلك كان سعى مصر أن يكون أى تحرك يتسم بالجماعية وبعيدا عن التحرك المنفرد.
وأشار المصدر إلى أن الخلاف المصرى الإثيوبى قائم حول آلية ملئ بحيرة السد، وهو ما سيفصل فيه المكتبين الاستشاريين، لافتا إلى أن إثيوبيا عرضت أن يكون الملئ على فترة ست سنوات، بينما تتمسك مصر بأن يكون على 12 عاما.
وحول تصريحات المسئولين الإثيوبيين الأخيرة التى تتعلق بعدم الالتزام بأى اتفاق وأن أديس أبابا مستمرة فى بناء السد، قال المصدر أن المسئوليين الإثيوبيين غالبا ما يخاطبوا الرأى العام الإثيوبى، وهم يراعوا أن تكون تصريحاتهم الداخلية بها حد من التقرب للرأى العام، خاصة أنها عملت منذ البداية على إظهار مشروع السد على أنه مشروع قومى .
وحول موقف السودان من المفاوضات، أشار المصدر إلى أن السودان ليس لديها مشكلة مع سد النهضة، فهى ترى أنه حتى ولو كان للسد أضرار فهى تستطيع استيعابها، كما أن المسئولين السودانيين فى المفاوضات الثلاثية يتسمون إلى حد كبير بالموضوعية.