قالت دار الإفتاء إن جمهور علماء المسلمين اتفقوا على أن الإسلام والإيمان عند الله تعالى نطقٌ باللسان وعملٌ بالأركان، ويريدون بهذا أن الأعمال شرط تمام الإسلام، ثم أن أركان الإسلام هى المُبَيَّنة فى الحديث الذى رواه البخارى ومسلم واللفظ للبخارى عن ابن عمر رضى الله عنهما قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «بُنِى الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أن لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ».
وأضافت الدار ردا على سؤال حول تغيير اسم الذى أعلن إسلامه باسم إسلامى "والدخول فى الإسلام يكون بالنطق بالشهادتين والتبرُّؤِ من الأديان كلها سوى الإسلام، فإذا كان الداخل فى الإسلام نصرانيًّا تبرأ من النصرانية وشهد بأن عيسى عليه السلام عبد الله ورسوله، ويشهد كذلك بأنه دخل فى الإسلام، ولا يشترط فى كل ذلك النطق باللغة العربية بل بأى لغة يحسن الحديث بها، وأن يعتقد الداخل فى الإسلام أنه عقيدة وشريعة وعمل".
وعلى هذا فهل يُشترط تغير اسم معتنق الإسلام إلى اسم إسلامى، أو أن هذا ليس من الشروط الضرورية للدخول فى الإسلام؟
بالنظر فى الأحاديث النبوية الشريفة وأقوال الفقهاء نرى أن تغيير الاسم ليس من الشروط الضرورية للدخول فى الإسلام، غير أنه لما كان العرف قد جرى بأن ديانة الشخص يُستدل عليها ظاهرا من اسمه، واستقر العرف كذلك على أن للمسلمين أسماء تجرى بينهم، ولكل ديانة أخرى -كاليهودية والمسيحية- أسماء كذلك يتعارفونها، فالأَوْلَى للداخل فى الإسلام أن يتَّخِذَ له اسما من أسماء المسلمين؛ لأنه مظهر من المظاهر الإسلامية، ولأن العرف السليم له فى الإسلام اعتبار فى الأحكام الشرعية.