تعتبر "نيوزليتر"واحدة من أبرز خصائص العمل الإعلامي، لأنه يعتمد على السمات الشخصية كالابتكار والابداع والموهبة، ولكن هذا لا يمكن أن ينجح ويؤثر دون بيئة عمل تكاملية، تشاركية تعمل بروح الفريق، فالقصة الصحفية الناجحة التي يعجب بها الجمهور، يقف خلفها مصور جيد، ومحرر مراجع جيد، ومصمم ومطور جيدين، ومدير جيد بالطبع.
ويتبع هذا المشروع لمجموعة NBC العملاقة، قبل أن تستحوذ عليه بونيفيلي انترناشونال، وتقدم هذه النصائح.
وينشر لكم "انفراد" بعض النصائح التي خرجت من مشروع موقع KSL الذي يحتوى غرفة أخبار تضم العمل المطبوع، الإنترنت،و الإذاعة والتليفزيون.
تحديد الأولويات
ليست كل معركة تستحق القتال، وبالمثل ليست كل قصة أو مشروع يستحق تخصيص موارد كثيرة له، قم بتحديد أهدافك، والقارئ المستهدف، والمحتوى المناسب، والطريقة الملائمة للتوصيل.
وتضرب ويتني مع بداية كل أسبوع، ومع بداية كل صباح في أحد مواقعها الفرعية DeseretNews، تحدد القصص والزوايا التي نظن أنها ستحقق سبق صحفي أو تستحوذ على اهتمام الرأي العام، لا ننشر لمجرد أننا نشر، فقط ما نشعر بإحساسنا الصحفي والأدوات التي تحت أيدنا أن هذه القصة ستكون مثيرة عند عرضها على الإنترنت، وتحظى بنسب مشاهدة عالية.
ترسيخ العلاقات
وتحكي مدير الأخبار ب KSL موقف حدث منذ أسابيع قليلة، فتقول: تم تكليفي مع مدير أخر في غرفة الأخبار بتولي مهمة ضخمة، تتعلق بعرض وفهم ما يقارب سبع ساعات ونصف من لقطات الفيديو، قبل تشغيل محتواها على موقعنا لإلكتروني.
ليست مهمة سهلة بالتأكيد، ولأن لدينا رصيد جيد من العلاقات الايجابية بين فرق العمل المختلفة، بنيت عبر عشرات من المواقف المهنية والانسانية، كان هناك مجال لكي نسحب منها.
وتضيف، وبفضل روح الفريق والعلاقات الراسخة مع عدد كافٍ من الأشخاص في مؤسستنا، اقنعنا 12 زميلًا بالانضمام لنا في نهاية الأسبوع، لمشاهدة وتلخيص ملفات الفيديو عبر وثيقة "Google Doc" مشتركة بيننا.
كمديرة تعلمت ويتني منذ فترة، أنها لكي تستطيع أن تحصل على دعم ومساندة من فريق عملها بشكل دائم، عليها أولًا أن تشحن بطاريات العلاقات المهنية والانسانية بعشرات المواقف التي تثبت فيها جدارتها المهنية، وأيضا "جدعنتها" كما يقال في مصر.
في النهاية هناك فائدة شخصية
كلنا يعرف أن أخر شيء يريد سماعه المراسل أو المحرر بعد تسليم تقريره، أن هناك مهمة اضافية مطلوبة؛ ولكن الظروف تجبرنا أحيانا على هذا الفعل، بسبب تطور الاحداث أو أن التفاصيل التي وصلت كانت مثيرة بصورة يتحتم معها تطويرها والعمل على تجويدها.
كل هذا رائعًا، ولكن كيف نقول للمراسل الذي سلم لتوه قصته، أن عليه أن يضيف لها شيء أخر؟!
في البداية علينا أن ندرك هذه الحقيقة كما ترى ويتني: أن رد الفعل الأول لن يكون ايجابيا أو تعاونيًا، أذا طلب إضافة فقرة أو مصدر أو إرسال فيديو سريع عبر الهاتف أو الظهور بصورة مباشرة عبر فيس بوك. وتضيف، "لا يجب أن نندهش من رد فعلهم".
وتعتقد ويتني إيفانز أن نفس هؤلاء المحررين والمراسلين ربما يكونوا على استعداد لسماع ما نطلبه منهم، إذا أخبرناهم بالطريقة المناسبة، وإذا ما شعروا أن الظهور في بث مباشر عبر فيسبوك، سيصنع لهم علامة تجارية شخصية، ويبني ثقة بينهم وبين الجمهور، ما سيؤدي إلى توسيع قاعدتهم الجماهيرية مع مرور الوقت.
وهكذا، عندما يعرف شخص ما أن ما طلب منه، او حتى جزءًا مما طلب منه، سيعود عليه بالفائدة المباشرة، في هذه الحالة يكون أكثر تعاونـًا وقبولا للمزيد من المهمات السريعة المنطقية.
ليست منافسة
غالبا ما تقع المؤسسات التي تعمل بغرف أخبار متعددة المهام في أجواء تنافسية بين الفرق وبعضها، ومع ما يمكن أن نجنيه من هذا المناخ من مكاسب، ولكن ترك الأمر دون تحكم وقيادة جيدة سيحدث عواقب وخيمة على روح الفريق، وأيضا على مبدأ التعاون والتكامل، لذا يجب قيادة النيران التي تولدها حرارة المنافسة لتكون للخارج وليس للداخل.
وتقول ويتني:"في نهاية الأمر كل منتج وكل خدمة لها جمهورها وطبيعتها المختلفة، حتى لو كانت هناك خطوط تماس بين المنصات، يجب أن تكون في حدود الاختلاف والتمييز، وليس الصراع والتجاذب".
وفي نهاية المطاف، كل غرفة أخبار تريد توفير نوعية المحتوى التي تجذب جمهورها، وتحقق قصة نجاحها الخاصة، "الرائع في الأمر أن كل تعاون داخلي ناجح يقربنا خطوة من هذا الهدف بصورة فردية وجماعية أيضا". كما تري ويتني.
التعلم من الأخرين
دائما ما تتردد هذه الأسئلة، كيف يمكنك أن ندفع الجميع للعمل سويـًا عندما تكون لدينا موارد محدودة واهتمامات تنافسية؟ كيف يمكن تضييق الفجوة بين الصحافة الإلكترونية وبين الصحافة المطبوعة؟ كيف يمكن أن نحث كلا الفريقين على العمل سويـًا؟
إحدى الأفكار التي توصلت اليها ويتني وفريقها، كانت إنشاء شراكات إستراتيجية بين الصحفيين الجدد والقدامى من الصحافة المطبوعة.
فصحفي رقمي محلي قد يفهم بشكل أفضل كيفية صياغة نقاط سريعة محددة لمقال طويل مبعثر، أو يجمع المزيد من المتابعين على تويتر "Twitter"، أو سناب شات "Snapchat"، أكثر من أي صحفي ذو خلفية تقليدية.
بينما الصحفي التقليدي-إن جاز التعبير- سيكون لديه المزيد من الخبرة، مع فحص المصادر وكسب ثقة القراء، والتأكيد من معايير الدقة والمصداقية، وهي عوامل هامة وحاسمة اليوم.
وحسب اقتراح بوتش وارد، مدرب اعلامي، والعضو المنتدب السابق في معهد بوينتر "Poynter Institute"، يجب على المؤسسات أن تبنى قواعد بيانات ترصد فيها المهارات المتوفرة كل شخص في غرفة الأخبار، لترى أين يمكنهم أن يضيفوا ويتعاونوا ويتبادلوا خبراتهم ومهاراتهم.
بعض المحاذير
لكن هذا لا يعنى أبدا أن يكون كل مشروع إعلامي ينقذ بشكل تعاوني كامل، هناك بعض الأوقات التي يكون فيها العمل منفردًا أفضل.
وحسب دراسة حديثة نشرت في مجلة هارفاردبيزنيس ريفيو "Harvard Business Review"، ففي كثير من الأحيان أفضل المتعاونين في المؤسسة تأتيهم أغلب طلبات المساعدة، ودون تنظيم للأمر، سيبدأ هؤلاء الموظفون في الشعور بالإرهاق ويفقدون فاعليتهم".
وأضافوا "على القادة أن يتعلموا كيفية التعرف على النمط التعاوني السليم، وتعزيز كفاءة توزيع الأدوار، وإلا ستتحمل فرق العمل والموهوبون تكلفة طلبات كثيرة لموارد قليلة".
وتختم ويتني إيفانز:"هناك أوقات تفشل فيها سياساتنا التعاونية، وعندها يجب أن نحتكم لهدفنا الرئيسي أو الأولوية، وبعدها يعاد ضبط العمل من تلك النقطة".