نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مقالا لدينيس روس، الدبلوماسى الأمريكى المخضرم الذى كان مبعوثا خاصا للسلام فى عهد الرئيس بل كلينتون، تحدث فيه عن مدى إمكانية تحقيق الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وتحت عنوان "هل يدهش ترامب العالم بتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، تحدث روس عن محاولات العديد من الرؤساء الأمريكيين السابقين حل الصراع المستمر منذ عقود بين الطرفين، وقال إنه كانت هناك العديد من الأسباب التى تدفعهم لذلك منها ما هو موضوعى وما و ذاتى، أما عن الأسباب الموضوعية فلأن الأغلبية منهم اعتقد، بشكل غير صحيح، أن الصراع الفلسطينى الإسرائيلى هو مصدر كل الصراعات الإقليمية وأن حله سيحلها.
أما عن الأسباب الذاتية، فقد كان هناك سحر لكل منهم أن يكون هو من جلب السلام للمنطقة التى تعد مهد الحضارة والأديان الثلاثة الكبرى. فصراعات الأرض المقدسة طالما جذبت الانتباه فى العالم ولفتت اهتمام رؤساء أمريكا، وربما يكون صعوبتها مصدر للاهتمام أيضا.
وقدم دينيس روس فى مقاله عدة نصائح لترامب إذا أراد أن ينجح فيما فشل فيه الآخرون، وقال إن الملياردير الشهير استطاع أن يفاجئ العالم بفوزه برئاسة أمريكا، ولو استطاع أن يفاجئه مرة أخرى فى التوصل إلى السلام، سيحتاج إلى الإلتزام بمجموعة من القواعد منها، الاستعداد للالتزام بالدبلوماسية حتى لو كانت تعنى تحقيق تقدم طفيف، وتحقيق ما هو ممكن سرا ووضع هدف تحقيق شىء محدد، وعدم إطلاق مبادرات كبرى قبل معرفة إمكانية نجاحها، كما يجب تصميم الجهود الأولى لجعل كل طرف يعالج شكوك الطرف الأخر ويثبت أن التغيير ممكن، فعلى سبيل المثال بمكن أن يعالج الإسرائيليون شكوك الفلسطينيين بإعلان أن لن يكون هناك سيادة إسرائيلية شرق الحاجز الأمنى وعدم بناء كتل استيطانية.
ونصح روس ترامب بعد التركيز على الدبلوماسية من أعلى لأسفل فقط بل العكس أيضا، مثل مناقشة تحسين الاقتصاد والبنية التحتية الفلسطينية، مشددا على ضرورة إيجاد غطاء من دولة عربية.