استأنف سامح شكرى، وزير الخارجية، نشاطه فى اليوم الثالث لزيارته لواشنطن بلقاءات عديدة أجراها فى الكونجرس الأمريكى بمجلسيه، حيث التقى الجمعة الماضية السيناتور جون ماكين رئيس لجنة الخدمات العسكرية بمجلس الشيوخ، وتركز اللقاء على مناقشة مختلف الجوانب في العلاقات المصرية الأمريكية الثنائية، وعلى وجه الخصوص برنامج المساعدات الأمريكية إلى مصر بشقيه العسكرى والاقتصادى.
وحرص الوزير شكرى على إحاطة السيناتور الأمريكى بالجهود الكبيرة التى يقوم بها الجيش المصرى فى مجال مكافحة الإرهاب فى سيناء والتحديات والتضحيات التى يواجها فى هذا الإطار، فضلاً عن جهود دعم الاستقرار والسلام فى منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية فى بيان، أن الوزير شكرى استعرض خلال اللقاء رؤية مصر تجاه الأوضاع فى ليبيا وكيفيه التعامل معها، وتطورات الأزمة السورية وأولوية التعامل مع البعد الإنسانى لها، بالإضافة إلى جهود مكافحة الإرهاب فى العراق وسيناء وتطورات الأزمة اليمنية، مشيرًا إلى أهمية وأولوية تعزيز دور الدولة المركزية لتمكينها من مواجهة التحدى الخاص بالإرهاب، ومواجهه تنامى دور الميليشيات المسلحة الخارجة عن القانون والنعرات الطائفية والمذهبية التى باتت تشكل خطرًا جسيمًا على البنيان الاجتماعى والسلام المجتمعى فى العديد من دول الشرق الأوسط.
وأكد أبو اليزيد أن شكري التقى النائب "أيد رويس" رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، حيث دار نقاش مطول حول إستراتيجية العلاقات المصرية الأمريكية وخصوصيتها، ورد وزير الخارجية على استفسارات النائب الأمريكى عن الأوضاع الاقتصادية فى مصر، والقانون الأخير للجمعيات الأهلية وتأثيره على أداء منظمات المجتمع المدنى الأمريكية العاملة فى مصر، لاسيما أن القانون الأمريكى يحتم إنفاق برنامج المساعدات وتنفيذ برامجه من خلال تلك المنظمات، وقد حرص وزير الخارجية على شرح مختلف عناصر برنامج الإصلاح الاقتصادى والاجتماعى والاتفاق الأخير بين الحكومة المصرية وصندوق النقد الدولى، مبرهنًا بذلك على جدية الحكومة المصرية فى تبنى برنامج إصلاحى شامل ومواجهة التحديات والاختلالات الاقتصادية الهيكلية التى أصابت الاقتصاد المصرى منذ عقود طويلة، كما أكد شكرى على الإرادة السياسية الكاملة للحكومة المصرية فى إتمام عملية التحول الديمقراطى بنجاح، ومن خلال منهج متدرج يحافظ على استقرار المجتمع ويلبى طموحات أبنائه فى الحريات السياسية والتطلعات الاقتصادية والاجتماعية.
وتابع المتحدث باسم وزارة الخارجية أن شكرى تحدث عن القرارات المهمة التى اتخذتها الحكومة المصرية مؤخرًا فيما يتعلق بالعفو عن عدد من الشباب المحكوم عليهم فى قضايا مختلفة على دفعات متعددة، ونتائج المؤتمر الوطنى للشباب فى شرم الشيخ، مؤكدًا إيمان القيادة السياسية بالدور المهم والمحورى للشباب المصرى فى تنفيذ عملية التحول والتطور التى يشهدها المجتمع ومواجهة التحديات المختلفة للمساعدة على الخروج من عنق الزجاجة وتحقيق الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية المرجوة فى مصر.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية، بأن شكرى حرص أيضًا على لقاء زعماء الأقلية الديمقراطية فى اللجان الرئيسية بمجلسى النواب والشيوخ الأمريكيين وعلى رأسهم النائب "إيليوت أنجل" زعيم الأقلية الديمقراطية بلجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب، والذى أعرب عن امتنانه للزيارة الأخيرة التى قام بها إلى مصر ولقائه مع الرئيس عبد الفتاح السيسى وما دار من نقاش مطول مع سيادته بشأن جهود مكافحة الإرهاب فى مصر والمنطقة، وتقديره للتضحيات الكبيرة التى تقدمها مصر والجيش المصرى فى هذا المجال، كما استفسر النائب الأمريكى عن عدد من القرارات التى اتخذتها الحكومة المصرية مؤخرًا فيما يتعلق بالأوضاع الداخلية والاقتصادية وتنظيم عمل الجمعيات الأهلية، حيث حرص وزير الخارجية على تقديم شرح كامل والرد تفصيليًا على كل تلك الاستفسارات.
واختتم أبو زيد أن جميع اللقاءات التى عقدها شكرى مع قيادات الكونجرس الأمريكى أكدت إدارك كامل بل ومتزايد بأهمية دعم مصر وإنجاح التجربة المصرية باعتبارها نموذجًا من شأنه أن يعزز من فرص استقرار منطقة الشرق الأوسط لكونها أكبر وأهم دولة فى المنطقة، كما عكست المحادثات أيضًا العلاقة الخاصة التى تربط الولايات المتحدة ومصر والمصلحة الأمريكية فى استقرار مصر ونجاحها اقتصاديًا، والتطلع لأن تشهد المرحلة المقبلة مع تولى الإدارة الجديدة طفره وتحسنًا ملحوظًا فى العلاقة بين البلدين.