تشهد أروقة محكمة الأسرة بالمنيا، حكايات منها ما يدعو للحزن، والأخرى تثير الدهشة، حيث تجاوز عدد القضايا 20 ألف حالة فى 2016، منها ما يقرب من 45% حالة خلع.
قالت دعاء شلقامى رئيس مكتب تسوية المنازعات بمحكمة الأسرة بالمنيا، لـ"انفراد" إن مكاتب تسوية المنازعات فى المنيا استقبلت العام الماضى 2016 ما يزيد عن 20 ألف قضية أسرية، تنوعت ما بين قضايا نفقة وطلاق ومصاريف زواج ومصاريف علاج وغيرها من أنواع القضايا الأسرية.
وأشار ت شلقامى، إلى أن نسبة حالات الخلع هذا العام تجاوزت 8 آلاف حالة أى نسبة تراوحت بين 42% إلى 45% وهذا المعدل ارتفع بشكل أكبر عن العام الماضى، بينما تجاوزت حالات الطلاق 2000 حالة فى العام الماضى.
وأشارت رئيس مكتب تسوية المنازعات، إلى أن الملفت للنظر هو زيادة حالات الطلاق للضرر بسبب الزوجة الثانية وأضافت أن 80% من تلك الحالات يحكم فيها القاضى لصالح الزوجة و20% يتم حفظ القضايا فيها وهى التى لا تستطيع المرأة إثبات الضرر الواقع عليها.
وأضافت شلقامى، أن معدلات القضايا الأسرية فى المنيا زادت بشكل ملحوظ عن العام الماضى بنسبة تجاوزت 8% عن العام الماضى، موضحًا أن مكاتب التسوية نجحت بشكل كبير فى الفترة الأخيرة فى تسوية الكثير من الخلافات الزوجية.
وروت رئيس مكتب تسوية المنازعات، أغرب قصص وحكايات القضايا الأسرية أمام محكمين المحكمة، ومنها فى عام 2016 القضية الأولى كانت لطفلين لم تتجاوز أعمارهما 8 سنوات قاما برفع دعوى قضائية باسم والدتهما للمطالبة برؤية والدهما حملت عنوان "رؤيا صغار"، وقال الطفلان فى القضية أن أبويهما لا يراهما وكلما طلبا منه ذلك، موضحة أنه تم رفض القضية لأنه ليس من حق الطفل رفع دعوى قضائية ضد والده لرؤيته.
أما القضية الثانية كانت قضية خلع طرفها مهندسة وأستاذ بالجامعة، البداية كانت بإنذار طاعة رفعه الزوج على زوجته، إلا أن الزوجه رفضت الانصياع لإنذار الطاعة واعترضت عليه، وعللت ذلك أن منزل الزوجية مسكون بالعفاريت، وأنها تشعر بأشياء غريبة بالمنزل، كما تسمع أصوات عجيبة، وقامت برفع دعوى طلاق لكن زوجها قال إن بها مس شيطانى وعليها جن إلا أن الزوجة تركت المنزل وذهبت إلى منزل والدها، ورفضت العودة وحولت الدعوى إلى دعوى خلع بسبب العفاريت.
أما القضية الثالثة خاصة بحضانة طفل معاق يبلغ من العمر 14 سنة، حيث أقام مدرس يعمل بالسعودية دعوى قضائية أمام محكمة الأسرة يريد ضم نجله المعاق من والدتها التى تعانى من التخلف العقلى وهجرها من سنوات بسبب سفره، وعندما عاد إلى منزله وجد نجله فى حالة رثة فحاول أن يأخذ الطفل منها، وقال الشاكى فى القضية أنه حاول بعد عودته من السفر أن يرى نجله إلا أنه لم يتمكن من ذلك، ووجده فى حالة سيئة جدا، ولكن المحكمة قضت برفض الدعوى لأن الحضانة بعد الام للجدة للأم أو الجدة للأب.
وتوقعت شلقامى، أن يشهد عام 2017 ارتفاعا ملحوظا فى القضايا الأسرية، بسبب الحالات التى تقدمت فى شهر يناير 2017 أعداد كبيرة تجاوزت عدد القضايا الأسرية هذا العام الماضى بكثير.