"قتل ابنى ببخله، فهربت منه".. هكذا استهلت "منة الله. م" 24 سنة، خريجة كلية الآداب قسم الاجتماع، جامعة المنصورة، حدثها أمام قاضى محكمة الأسرة بالمنصورة، بعد أن سألها عن سبب تقدمها بدعوى خلع ضد زوجها "أحمد.ج"، 24 سنة.
تقول "منة" فى حديثها لـ"انفراد": تقدمت بدعوى طلاق منذ عدة أشهر ضد زوجى، بعد أن مر على زواجنا عام وشهران، كانوا من أصعب أيام حياتى، فلقد كانت خطوبتى إليه بشكل عادى جدًا، تقدم إلىَّ وكنا نعرفه ونعرف أسرته، ووافقت عليه ووافق والدى ووالدتى.
وتضيف "منة"، تمت خطبتنا واستمرت لمدة 10 أشهر، وكانت معظم مقابلاتنا فى البيت، وكنا نخرج مع بعض نادرًا، وكنت أستاء بعض الشىء من ذلك، فكنت أتمنى دائمًا أن أخرج مع خطيبى، وأتنزه معه فى أماكن عدة، ونلتقط صورًا تذكارية، ولكن كانت أمى تخبرنى أنه خجول، ومهذب، والعائلة تحب زيارته للمنزل، والذى كان يملأه بجو من المرح فى أوقات كثيرة، وكانت كل ذكرياتنا مرتبطة بالوجبات المختلفة التى كنا نقدمها له أثناء زيارته لنا للمنزل.
وتتابع الزوجة، وأثناء إعدادنا لبيت الزوجية، كنت ألاحظ أنه غير مهتم بالكماليات، مثل الديكورات، والمصابيح الملونة وما إلى ذلك من كماليات وديكورات تزين البيت والمنزل، وتدل على أنه منزل عروس، وبيت جديد، لشخصين جديدين يملأن الدنيا بهجة من حولهما، وبدأت أشتم منه رائحة البخل، ولكن والدتى امرأة طيبة، أخذت تبرر له، وتقول إنه حريص، والحاجة غالية، وعايز يحوش، وأنا المستفيدة، فأطعت والدتى وسكت برغم أنه كان بداخلى شىء، وكنت أخشى من بخله، والذى اصطدمت به فعلاً فى بداية زواجنا، وفى كل مناحى الحياة.
تؤكد الزوجة الشابة، أنها اكتشف بخله الشديد فى بداية أيام الزواج، فكان حريص جدًا فى كل شىء حتى الطعام والشراب، فكان لا يشترى الدواجن بسبب أنها تكون ثقيلة فى الميزان، بسبب الريش والأحشاء، وكان يجبرنى على أكل السمك 4 مرات فى الأسبوع، ومرة ألقيت الأرز المتبقى فى القمامة، نهرنى بشدة، وخاصمنى 4 أيام متوالية، بسبب رز متبقى ألقيته فى القمامة.
وتضيف "منة الله"، أنها حملت فى جنينها بعد 4 شهور من الزواج، وبدأت تحتاج للمتابعة عند طبيبة أمراض نساء وتوليد، وذهبت لطبيبة فى الحى، الذى كنا نسكن فيه، وكان كشفها 100 جنيه، ودفعها فى أول الأمر وهو فى قمة الضيق، وشعرت بأنها حزين لأن الطبيبة كشفها 100 جنيه، مع أن العيادة والتجهيزات وخبرة الطبيبة، تقدر بأكثر من ذلك، وبعد أن قمت بإعادة الكشف المجانية لدى الطبيبة، وقبل أن نجرى كشفًا آخر ندفع فيه أموالاً، أخبرنى أنه سمع عن طبيبة فى جمعية خيرية، قامت بفتح مستوصف خيرى قريب منا، والطبيبة سمعتها حسنة، وأنه غير متاح لتلك الطبيبة التى نذهب إليها.
وتقول "منة الله" صدقته بالرغم أنى كنت متأكدة أن الطبيبة الأولى كانت جيدة جدًا، وظننت أنه بخل منه فى دفع 100 جنيه، وقلت أجرب لن أخسر شيئًا، فذهبنا وكان الكشف 20 جنيهًا، وكان مبتهجًا جدًا أنه دفع 20 جنيهًا، وكانت لى ظروف صحية معينة، كانت الطبيبة الأولى قد اكتشفتها بخبرتها، وأكدتها لى التحاليل التى طلبتها منى، وقامت والدتى بدفع ثمن التحاليل، لأنه قال إنه لن يدفعها لأنه غير مقتنع بها، وذهبت للطبيبة فى المستوصف الخيرى، بأوراق التحاليل، وكانت طبيبة صغيرة فى السن، مرتبكة، واضح أنها لم تستوعب جيدًا ظروفى الصحية، ومع ذلك رضخت لطلب زوجى، وقلت فى نفسى أتابع معها، أحسن من مفيش، وبدأت الشهور الأربعة الأولى تمر، وبدأت الأمور تزداد سوءًا، معى، وتعبت تعبًا شديدًا جدًا، ورجوته أن أذهب للطبيبة الأولى، ومعى والدتى وهى من ستدفع ثمن الكشف، فضربنى ضربا شديدا، وحلف على بالطلاق إنى هروح للدكتورة فى المستوصف.
وتتابع الزوجة فى أسباب تقدمها بالخلع، بدأ يسب أهلى بشدة، وبدأ يظهر لى كراهيتهم، وأنهم ربونى على التبذير، وإضاعة المال، وإنه يتعب فى جمع تلك الأموال والمفروض أكون ممتنة أنه يصرف على، وعلى علاجى، وذهبت للطبيبة فى المستوصف وأنا أعانى من كدمات الضرب المبرح الذى تعرضت له، ولم تكتشف أن ضربه لى سبب نزيفًا فى الرحم وتجمعات دموية، لصغر سنها، وضعف الإمكانيات التى لديها فى المستوصف الخيرى، وأخبرتها أنى أشعر بآلام شديدة فى الرحم، فتبسمت لى وقالت لى "بداية الشهور الأخيرة فى الحمل بتكون كده".
تقول الزوجة، يومها عدت للبيت وأنا أشعر بقبضة فى قلبى، وأنى مريضة بشدة، والدواء الذى وصفته لى الطبيبة لم يجد نفعًا، فذهبت بعد أيام للطبيبة الأولى بدون علمه، أنا ووالدتى، وأخبرتنى أن الأدوية التى وصفتها لى الطبيبة أدت لتدهور حالتى الصحية، وأن الجنين لابد من إنزاله فى الشهر الخامس، وأخبرت زوجى بالأمر فلم يأتِ لى فى المستشفى، وقلت لأهله أنه لم يأتِ لعدم دفع مصاريف إنزال الجنين، وعدت لبيت أهلى، وأنا كل ما أريده أن أهرب منه ومن الحياة معه، لذلك تقدمت بدعوى خلع، ولم أتقدم بدعوى طلاق ضرر، أنا مش عايزة منه حاجة، أنا عايزة أهرب من جحيم بخله.