يروى الراهب القس أولوجيوس مكاريوس كاهن كنيسة القديس أثناسيوس المصرية بألمانيا، قصة حياة القديس فلانتين، الذى سمى باسمه عيد الحب اليوم، حيث كان فالنتاين أو فلنتينوس كاهنًا فى روما عاش فى القرن الثالث للميلاد فى عهد الإمبراطور كلاوديوس الوثنى، الذى يضطهد المسيحيين ونشر مرسومًا بمنع الزواج فما كان من فلانتين إلا أن خالفه وزوج المخطوبين.
ويشير القس أولوجيوس، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، إلى أن القديس لا يرتبط بالحب والمحبين فقط بقدر ما يرتبط بمرضى الصرع الذى كان يعتبر فى تلك الأيام وحتى زمن قصير جنونًا أو مسًا شيطانيًا، لهذا نراه فى الفن الكنسى مصورًا إلى جانب المرضى الذين يعانون من هذا المرض.
ويقول القس أولوجيوس عن سيرة القديس، أن اضطرابات بدأت فى عهد هذا الإمبراطور فى الإمبراطورية الرومانية، فما كان منه إلا أن قرر تجيش جيش عظيم يرسله للأماكن المضطربة، وأعلن كلاوديوس حالة الاستنفار وبدأ بجمع الشباب الأقوياء لينضموا إلى جيشه محاولاً أن يحفزهم بالمال، ولكن لم تلق دعوته إقبالاً لأن الشباب الرومانى المتزوج لم يرغب فى ترك عائلته والذهاب إلى الحرب، وكذلك الشباب الأعزب رفض أن يترك أحباءه ومن سيكون شريك حياته فى المستقبل، لأنه علم أن الحرب ستطول وقد لا يعود، لهذا أصدر هذا الإمبراطور أمرًا يمنع الزواج فى الإمبراطورية وأمر بأن تفسخ جميع الخطوبات القائمة.
وعن قصة " فلانتين"، قال: هكذا بدأ الشبان يذهبون إلى الحرب وهم حزانى لأنهم علموا أنهم قد لا يعودون إلى ديارهم وأحبائهم ثانية، وهنا علم هذا الكاهن فلانتين بقرار الإمبراطور فأخذ يدعو الجميع سرًا إلى كنيسته ويزوجهم وثنين ومسيحيين، فما كان من الإمبراطور إلا أن سجن هذا الكاهن، إلا أن فلانتين لم يتوقف عن نشر الإيمان بالله حتى فى السجن، فما كان من الإمبراطور إلا أن أصدر أمرًا بإعدامه فى الربع عشر من شهر فبراير وفى عام 476 ميلاديًا أعلنته الكنيسة قديسًا.
ويلفت كاهن الكنيسة المصرية بألمانيا، إلى أن اللون الأحمر فى عيد القديس فلانتين يرمز إلى الشهادة وليس إلى الحب، فالكنيسة تشير إلى شهدائها باللون الأحمر، كما تحتفل الكنيسة الشرقية بعيد القديس فلانتينوس فى السادس من شهر يوليو سنويًا.