لم يكن استبعاد حكومة المهندس شريف إسماعيل للدكتور أحمد زكى بدر وزير التنمية المحلية من الوزارة، من قبيل الصدفة، فقد كان هناك أسباب كثيرة تسببت فى وضع الوزير بالقائمة السوداء، ضمن الوزراء الذين تم استبعادهم من حكومة إسماعيل، ورصد "انفراد" مجموعة الأسباب التى تسبب فى ذلك والتى سطرت نهاية ولاية بدر بالوزارة.
1- سوء التعامل مع الإعلام:
شكل الدكتور أحمد زكى بدر ستارًا حديديًا على كل القيادات المسئولة داخل وخارج ديوان عام الوزارة، وفرض قبضته المحكمة عليهم، بعدما أعاد هيكلة قطاعات الوزارة وتعيين رجاله المخلصين له فى المناصب القيادية لضمان منع تسريب أى معلومة تخص الوزارة إلى وسائل الإعلام، حيث شدد الوزير على جميع العالمين بالديوان بمنع التعامل مع الصحفيين، بالإضافة إلى تقليص عدد البيانات المرسلة والتى تضم أهم حركة تنقلات رؤساء المدن والأحياء والقرارات الخاصة بالوزير، بل وامتد الأمر إلى معاقبة الموظفين بتهمة الخيانة حال التعاون مع الصحفيين.
2- تأخر الانتهاء من مسابقة المحليات والأخطاء التى تضمنتها رغم التأخير:
على الرغم من تأخر الدكتور أحمد زكى بدر فى الانتهاء من مسابقة المحليات التى تشمل تعيين 249 قيادة جديدة بمختلف المحافظات، إلا أن الحركة شملت العديد من الأخطاء أبرزها تعيين حسن كامل محمد عبد اللطيف رئيسًا لمدينة الدريسية قبلى بأسوان رغم وفاته، وتعيين عاصم راضى عبد الله بأحد المناصب القيادية المحلية بغرب أسوان رغم إحالته للمحكمة التأديبية، فضلاً عن تعيين شخصين كرئيسين لحى جنوب بمحافظة بورسعيد وغيرها من الأخطاء القاتلة التى وفعت فيها الوزارة.
وفى الوقت الذى أعلنت فيه الوزارة عن مسابقة المحليات لتسكين أكبر عدد من القيادات المحلية بمناصب رئيس حى ورئيس مدينة ومركز وسكرتير عام مساعد، لحاجة المحافظات لشغل هذه المناصب الخالية، إلا أن الوزارة استغرقت حوالى 9 أشهر تقريبًا للإعلان عن المرحلة الأولى فقط من المسابقة والتى تضمنت 39 اسمًا فقط و19 سكرتير عام خارج المسابقة، وانتهت من تعيين حوالى 148 قيادة بإجمالى المرحلتين الأولى والثانية بعد مرور أكثر من عام، لتبقى صفحة مسابقة المحليات مفتوحة حتى بعد رحيل زكى بدر.
3- قراراته التعسفية ضد الموظفين ونقل الوزارة إلى التجمع الخامس
لم يستمر الدكتور أحمد زكى بدر طويلاً بالوزارة، حتى نشب الخلاف بينه وبين جميع الموظفين والعاملين بديوان عام الوزارة بسبب قراراته التى وصفوها بالتعسفية، فقد عمد الوزير على نقل عدد كبير من الموظفين من مقر عملهم بالوزارة إلى أحياء مختلفة بمحافظتى القاهرة والجيزة دون إبداء أسباب، بالإضافة إلى فصل عدد كبير من الموظفين بحجة تخطى أيام الغياب المخصصة، ودمج صندوق قطاعات الوزارة المختلفة بصندوق الزمالة الخاص بالعالمين بالديوان، حيث يرى أعضاء الصندوق أن هذا القرار تعد على حقوقهم المادية، بالإضافة إلى قرار نقل ديوان الوزارة إلى مقر الثروة السمكية بالتجمع الخامس، ولاقى هذا القرار غضبًا شديدًا من الجميع.
4- تصريحاته المثيرة للجدل
وضعت التصريحات المثيرة للجدل الدكتور أحمد زكى بدر وزير التنمية المحلية، فى مواقف لا يحسد عليه خاصة بعدما صرح فى إحدى المقابلات الصحفية أن الوزير الذى يتقاضى 30 ألف جنيه فقير ومرتبه متواضع، ضاربًا بالمعاناة المادية التى يعيشها بعض المواطنين عرض الحائط.
5 – التجاهل التام لطلبات مجلس النواب
لم يهتم الدكتور أحمد زكى بدر وزير التنمية المحلية، بطلبات أعضاء مجلس الشعب المقدمة منهم لحل مشكلات الصرف الصحى والرصف والسفلتة وتمهيد الطرق وإنارتها وحل النزاعات على الأراضى وغيرها، خاصة بعد أن وقع على عاتقهم تحمل جزء من المسئولية المحلية بالدوائر التى يمثلونها بسبب غياب المجالس المحلية، حيث فاض بهم الكيل وطلبوا أن يكون على رأس الراحلين من وزراء حكومة المهندس شريف إسماعيل بالتعديل الوزارى الجديد.
6 - سوء التعامل مع كوارث السيول
شهدت الفترة التى تولى فيها الدكتور أحمد زكى بدر وزير التنمية المحلية، اختبارين حقيقيين متمثلين فى كوارث السيول، أولهما كانت بمحافظة الإسكندرية والثانية كانت برأس غارب بمحافظة البحر الأحمر، فكلتا الكارثتين أثبتت ضعف الوزارة فى التنسيق مع المحافظات وفشلها فى الاستعداد لاستقبال موسم السيول، حيث لم يتعلم الوزير من كارثة الإسكندرية التى تسببت فى إغراق الشوارع وحالات وفاة، فقد تكررت الكارثة مرة أخرى برأس غارب بالبحر الأحمر.