قال الناقد الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، إذا كنا نردد مقولة "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا"، فمعنى هذا أن الأمر منقسم لشقين متعادلين، 50% للدنيا ومثلها للآخرة، وعلينا نحن كمثقفين أن نجتهد فى نصيبنا، طارحًا التساؤل: لماذا لا يترك لنا الأزهر الـ٥٠٪ بتوع الدنيا نجتهد فيهم؟، فالاجتهاد حق مقدس.
جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت مساء اليوم، الثلاثاء، ضمن فعاليات صالون الأهرام الثقافي، الشهرى، الذى ناقش قضية تجديد الخطاب الفكرى، على أكثر من مستوى ثقافى ودينى واجتماعى، وأدار النقاش الكاتب محمد سلماوى، والخبير الاستراتيجى نبيل عبد الفتاح، والمفكر السودانى الدكتور حيدر إبراهيم، والدكتور حسن حماد، أستاذ الفلسفة وعميد آداب الزقازيق السابق.
ورأى عصفور أن الفكر العربى الآن متخلف لعدد من الأسباب، ومنها مثلاً، أنه فكر ماضوى، مقموع، مبتور الذاكرة، وهى أسباب ليست وليدة اليوم، فالمجتمع العربى، والمصرى بخاصة دائمًا ما يقيس الأمور على الماضى لكى يتصور مستقبله، وكأن التاريخ لا يتحرك للأمام.
وأشار جابر عصفور إلى أنه لو لاحظنا نوعية الإصدارات التى قدمت فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، والذى انتهت فعالياته مؤخرا، سنجد انها تتحدث عن الماضى، ولكن أين الفكر المستقبلي؟، لا شيء. والسبب فى ذلك الخوف من الجديد والحذر منه والشعور بعدم الألفة تجاهه.
ولفت "عصفور" إلى أنه يتمنى أن يجد بين رسائل الماجستير والدكتوراه موضوعات جديدة على ما أتى به عميد الأدب الدكتور طه حسين، موضحًا أن القصد من هذا أننا كشعوب أو حكومات لا نبتدع حلولا لمشكلاتنا، بل نسير وراء ما وصل إلينا بدون مناقشة له.
وأوضح "عصفور" أن من بين مشكلات عدم التجديد والإبداع على مستوى الفكر، هو تحالف الدين مع السياسية، مثلما حدث الأمر فى واقعة على عبد الرازق، حينما كتب حينما كتب "الإسلام وأصول الحكم"، وقامت الدنيا ولم تقعد.