"انفراد" ينشر وثيقة إنشاء أول خط سكة حديد فى مصر

ينفرد "انفراد" بنشر وثيقة إنشاء أول خط سكة حديد فى مصر، والموقع بين عباس باشا حاكم مصر، والمهندس روبرت استيفنس ابن مخترع القاطرة البخارية فى 12 يوليو عام 1851، وذلك لإنشاء خط سكة حديد يربط بين القاهرة والإسكندرية، حيث أسند حاكم مصر حينها إلى المهندس روبرت استيفنس التصميم والإشراف وإنشاء خط السكة الحديد الأول فى مصر. الوثيقة التى يعود تاريخها لأكثر من 160 عامًا لا تختلف كثيرًا عن عقود إنشاء المشروعات الكبرى التى يتم إبرامها هذه الأيام، فالتعاقد يبين تفصيلاً التزامات المقاول أو الشركة أو تحديد ما عُهد إليه إنشاء خط السكة الحديد من تصميم وإشراف وإنشاء، وذلك مقابل 56 ألف جنيه يتم سدادها على 5 دفعات، قيمة كل دفعة 18 ألف جنيه. وقالت الوثيقة: "اتفاق ما بين استيفنس بك المعهود إليه فى إدارة الأمور الخارجية لسمو عباس باشا حاكم مصر العام بالنيابة عن سموه وبإذن سموه من جهة ومكليل اندروز بورثويك بالنيابة عن جناب روبرت استيفنس المهندس المقيم بلندن من جهة أخرى، حيث أن سموه عقد إنشاء خط سكة حديد بين القاهرة والإسكندرية، ورغب أن يعهد إليه تصميم وملاحظة هذا المشروع فى كل الأعمال والمبانى المختصة به وفى مراقبة المهندسين والعمال الآخرين المراد استخدامهم إلى جناب روبرت استيفنس". وتابعت الوثيقة: "وبما أن سموه يرغب أيضًا فى أن جناب روبرت استيفنس المذكور يقدم المهندسين والعمال الآتى ذكرهم من إنجلترا كلما مست الحاجة للقيام خير القيام بإتمام الخط المذكور والأشغال والمبانى الخاصة بمقتضى الشروط الآتى نصها، وبما أن جناب روبرت استيفنس فى شخص مكليل أندروز بورثويك سيقوم بالتصميم والملاحظة وتقديم المهندسين والعمال الآخرين السالف ذكرهم حسب نص الشروط، فقد تم الاتفاق بين سعادة استيفان بك بالنيابة عن سمو عباس باشا وبين مكليل أندروز بورثويك بالنيابة عن روبرت استيفنس على ما يأتى". واتفق الطرفان وفق الوثيقة، على أن يقوم روبرت استيفنس بنفسه أو بواسطة أشخاص أكفاء يعينون بمعرفته ويشتغلون تحت مسئوليته بملاحظة تصميم خط السكة الحديد الأول فى مصر وبنائه وسائر الأشغال والمبانى مهما كان نوعها، والتى يستلزمها إتمام العمل على ما يرام، على أن مسئولية تشييد الكبارى وأعمال السدود لا تلقى على عاتق روبرت، وذلك وفقا لنص الوثيقة. والتزم روبرت استيفنس خلال التعاقد بأنه سيقدم على نفقاته الخاصة العدد الكافى من المهندسين المساعدين والمساحين والرسامين وغيرهم فى أى وقت إذا رأى ضرورة ذلك بقصد القيام بالملاحظة المشار إليها فى البند الأول، مع دفع مصاريف سفرهم إلى القطر المصرى وعودتهم منه والقيام بنفقاتهم أثناء اشتغالهم فى الخط المذكور وأعمال مبانيه فى القطر المصرى. ونص التعاقد على التزام روبرت بتقديم أى إيضاح استشارى ومساعدة بما فى ذلك المواصفات عن المهمات من أى نوع وعن القاطرات والعربات وسائر المهمات المتحركة الأخرى اللازمة للخط المذكور (يقصد مواصفات الجرارات والعربات التى تكون كل قطار)، وطبقًا لما يجرى فى مثل هذه الأحوال فى إنجلترا، وذلك كلما يطلب منه ذلك أى شخص يفوضه سمو عباس باشا، مع التزام روبرت بنفسه أو من ينوب عنه بفحص واختبار جميع المهمات والآلات والقاطرات والعدد المراد استعماله فى إنشاء الخط فى جعله صالحًا للعمل. وتضمنت الوثيقة أن يلتزم روبرت أو من ينوب عنه فى حالة شراء المهمات والآلات من انجلترا أو أى بلد من أوربا أن يقوم بنفسه أو من بنوب عنه بفحص هذه الآلات والتحقق منها قبل الشراء، والتأكد أنها صالحة للغرض المطلوبة من أجله، على أن يلتزم روبرت فى حالة طلب سمو عباس باشا بتقديم المساعدة فى انتخاب وتقديم الميكانيكيين والصناع اللازمين لسموه لتعيينهم على نفقة سموه أثناء إنشاء الخط المذكور وتنظيم تشغيله. وشمل العقد إلزام سمو عباس باشا بتوفير على نفقته وسائل النقل المستخدمة فى إنشاء خط السكة الحديد والمهندسين والعمال من بواخر ومراكب نيلية وجمّال، مع توفير المهندسين والعمال الآخرين الذين يحتاجهم روبرت استيفنس، وحدد التعاقد كيفية صرف مستحقات روبرت والشرط الجزائى المفروض عليه فى حالة الإهمال أو التأخير أو الخطأ فى التنفيذ.