ذكرى استشهاد جنرال العسكرية المصرية ..الفريق عبد المنعم رياض .. نصح جنوده بعدم التراجع فى مواجهة العدو عبد الناصر وصفه بمقاتل يمتلك همة الأبطال ..والسيسى يضرب به المثل لكل فى معانى البطولة والتضحية

لو يُقتَلونَ مثلما قُتلتْ.. لو يعرفونَ أن يموتوا.. مثلما فعلتْ لو مدمنو الكلامِ فى بلادنا قد بذلوا نصفَ الذى بذلتْ لو أنهم من خلفِ طاولاتهمْ قد خرجوا.. كما خرجتَ أنتْ.. يا أشرفَ القتلى، على أجفاننا أزهرتْ.. الخطوةُ الأولى إلى تحريرنا أنتَ بها بدأتْ.. يا أيّها الغارقُ فى دمائهِ جميعهم قد كذبوا.. وأنتَ قد صدقتْ.. جميعهم قد هُزموا ووحدكَ انتصرتْ .. هكذا رثى الشاعر الراحلنزار قبانى ، الفريق عبد المنعم رياض الذى استشهد فى 9 مارس 1969 ، رحل الفريق عبد المنعم رياض فى هذا اليوم ، بينما لا تزال سيرته خالدة وتدرس لكل جنود القوات المسلحة . يوم الاستشهاد فى صباح يوم 9 مارس اختار رئيس الأركان الفريق عبد المنعم رياض ، موقع نمرة 6 بالإسماعيلية الذى لا يبعد سوى 250 مترا عن موقع العدو بالضفة الشرقية ليتوجه إليه بنفسه ليشاهد خطة تدمير خط بارليف والتى بدأت يوم 8 مارس، وكانت كلمة القدر بعد إطلاق كثيف من العدو الإسرائيلى تجاه نقطة تواجده ، لتسقط إحدى الدانات بالقرب من الحفرة التى قاد منها الشهيد عبد المنعم رياض عملياته ، ويسقط شهيدا وسط جنوده . ماذا قال عنه عبد الناصر والسيسى ؟ نعاه الرئيس جمال عبد الناصر قائلا:" إننى أنعى للأمة العربية رجلاً كانت له همة الأبطال، تمثلت فيه كل خصال شعبه وقدراته وأصالته،ولقد كان من دواعى الشرف أن يقدم عبد المنعم رياض حياته للفداء وللواجب فى يوم مجيد، استطاعت فيه القوات المسلحة أن تلحق بالعدو خسائر تعتبر من أشد ما تعرض له " . وقال عنه الرئيس السيسى العام الماضى :" في ذكرى استشهاد الفريق عبد المنعم رياض ، والذى استلهمنا من بطولته معانى المجد والتضحية ، أتقدم بتحية تقدير وإعتزاز لشهداء مصر الأبرار الذين قدموا دمائهم وأرواحهم من أجل أن تظل راية مصرنا العزيزة عالية خفاقة بين الأمم". التاريخ العسكرى للفريق عبد المنعم رياض عرف عن الفريق عبد المنعم رياض ، حبه للقراءة والثقافة وتدوين كل الملاحظات أولا بأول فى "نوتة صغيرة" كان يحملها معه دائما، وكان يوجه جنوده بضرورة تسجيل كل شئ يرد إلى خاطرهم . يقول الفريق عبد المنعم رياض ، فى أقوال مأثورة عنه :"لا تسرع فى قرارتك وحينما تقرر لاتتراجع أو تتردد ، وكن بين جنودك فى أحلك الظروف ولايرون منك علامات القلق والارتباك". فى محاضرة ألقاها قبل عدوان 1967 بشهر واحد كشف فيها التطلعات الاسرائيلية نحو المنطقة قال فيها:" لن تكتف إسرائيل برقعتها الحالية وخطوتها التالية فى الاستيلاء على الضفة الغربية بالأردن وجنوب لبنان وتتطلع للاقليمين السورى والمصرى. " . يسجل تاريخه العسكرى أنه تولى رئاسة أركان سلاح المدفعية عام ١٩٦٠ وفى عام ١٩٦٤ عين رئيسا لأركان القيادة العربية الموحدة ورقى في عام ١٩٦٦ إلى رتبة فريق، وفى ١١ يونيو١٩٦٧ تم إختياره رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية .