طلب المهندس ابراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، اتخاذ إجراءات عاجلة بالتنسيق بين وزارة الأثار ومحافظة القاهرة ومديرية أمن العاصمة لإعادة الإنضباط الى منطقة شارع المعز.
وشدد محلب، على ضرورة أن يعود الانضباط خلال ثلاثة أيام على الأكثر ليكون الشارع التاريخى متاحا للمواطنين للإستمتاع به، مع وضع الضوابط والقرارات الرادعة لمنع المخالفات والتصدى لأى محاولات لفرض أمر واقع يسيئ للمظهر الحضارى بالشارع.
وأكد "محلب" على إجراء حوار مجتمعى مع تجار الشارع للتعرف على مطالبهم وإحتياجاتهم الضرورية للعمل على توفيرها على أن يتولى هذا الحوار جمعية محبى شارع المعز والتى من ابرز اعصائها اللواء أبو بكر الجندى رئيس الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء وذلك بالتنسيق مع المحافظة ووزارة الإثار
وقال محلب خلال إجتماع لجنة القاهرة التراثية أن شوارع المعز والألفي و سراي الأزبكية لابد أن تقدم نموذجا للإنضباط والصورة الحضارية للقاهرة.
وفى هذا الإطار ناقشت اللجنة الخطة التى وضعها جهاز التنسيق الحضارى برئاسة المهندس محمد أبو سعدة بالتنسيق مع محافظة القاهرة لإعادة أحياء القاهرة الخديوية، حيث تم تعديل الجدول الزمني لتطوير شارعى الألفى وسرايا الأزبكية لتنتهى فى الاسبوع الثالث من مايو القادم ليكون الشارعين جاهزان لإستقبال المواطنين فى ليالى شهر رمضان المقبل حسبما طلب المهندس محلب على أن يتضمن التطوير واجهات المبانى وتوحيد أنماط المحلات مع الإحتفاظ بشخصية كل عقار ووضع اشتراطات لكل اللافتات يتم توزيعها على أصحاب المحلات للإلتزام بها وتزويد المنطقة بكاميرات مراقبة واستحداث نقطة ارتكاز أمنى بالشارعين لمواجهة أى تجاوزات تسئ للزوق والأخلاقيات المصرية سواء من خلال باعة جائلين أو حالات التحرش.
على جانب أخر استعرضت اللجنة الأهداف العاجلة لخطة القاهرة الخديوية والتي تضمنت عدد من الخطوات منها العمل على تغيير الصورة البصرية للمنطقة بالكامل أو ما يسمى بوسط البلد، وإعادة تخطيط المناطق المتدهورة تنظيميا مثل منطقة معروف، وزيادة المساحات الخضراء ومناطق الفضاء، ووضع اشتراطات واضحة وملزمة للأنشطة المختلفة، وزيادة مساحة الواجهة النيلية للقاهرة الخديوية من خلال ضم منطقة جاردن سيتى
وأكدت المناقشات على أن يكون هدف المخطط التطويرى هو أن تصبح القاهرة الخديوية عاصمة تراثية خضراء، بمعايير سياحية واستثمارية عالمية لإستعادة القيمة التاريخية للمنطقة.
وأكد محلب أن التحدى الحقيقى هو أن يتم تنفيذ هذه الرؤية على أرض الواقع، مشيرا الى أنها لن تمس مصالح المواطنين أو التجار وأصحاب المحلات بالمنطقة بل ستضاعف فرص زيادة الدخل من خلال تطوير أدواتهم والإرتقاء بمستوى المنطقة بالكامل وجعلها جاذبة للسياحة والاستثمار، مؤكدا علي التنسيق بين اللجنة وجهاز التعبئة العامة والاحصاء لحصر كل المحلات والمقاهي الموجودة بالمنطقة ودراسة كيفية تقنين أوضاعهم وفقا للمخطط الجديد وبما لا يمس مصادر رزقهم
من جانبه أكد المهندس عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة أن هذا المخطط لم يتم بعيدا عن أهالى وشاغلى المنطقة بل جرت معهم حوارات صريحة بمبنى المحافظة والاتفاق على ثوابت سيتم الالتزام بها كما تم لأول مرة تكوين اتحاد شاغلين لشارع الألفى ليكون مشاركا فى أى قرارات أو مناقشات تخص الشارع، وسيكون هذا هو النموذج الذى سيتم تعميمه بعد ذلك.
وكشف المحافظ أنه تم حتى الأن الإنتهاء من تطوير ممشى النيل فى المنطقة من قصر النيل وحتى كوبرى اكتوبر وسيتم استكمال التطوير ليصل الى كوبرى 15 مايو وفى المرحلة الثانية سيتم تطوير الجهة الأخرى من الكورنيش من الزمالك وحتى بداية الدقى.
وأكد الدكتور عاصم الجزار رئيس هيئة التخطيط العمرانى أن الهدف الأول للتخطيط وإحياء القاهرة الخديوية لن يقتصر على شكل واجهات العمارات ومقاعد المحلات والأماكن العامة وانما سيكون التركيز على أن تكون النسبة الأكبر من المنطقة للمواطن وليس للباعة الجائلين أو السيارات.
من جانبه كشف المهندس محمد أبو سعده انه خلال شهر على الأكثر ستكون لدى جهاز التنسيق الحضارى قاعدة بيانات لكل الدراسات السابقة حول القاهرة الخديوية من أجل التوصل الى النموذج الأمثل الذى يتم إعتماده والعمل على تنفيذه، مشيرا الى أن التطوير وإعادة إ‘حياء القاهرة التاريخية لن يقتصر على الشكل وتطوير الشوارع وواجهات المبانى فقط وإنما سيشمل أيضا الإحياء الثقافى لهذه المنطقة .