وصف السفير السودانى بالقاهرة عبد المحمود عبد الحليم العلاقات المصرية السودانية بأنها علاقات متينة وراسخة ومبنية على الاحترام المتبادل والجوار المشترك والتاريخ والجغرافيا .
وأكد خلال لقائه اليوم " الثلاثاء " مع الاستاذ علاء حيدر رئيس مجلس الإدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، برفقة المستشار الاعلامى الجديد للسودان بالقاهرة راشد عبد الرحيم عبد الوهاب على أهمية العلاقات الوطيدة التى تربط الرئيس عبد الفتاح السيسى بأخيه الرئيس عمر البشير فى تعزيز وتوطيد العلاقات بين البلدين فى جميع المجالات.
وقال إنه من نتاج رعاية الزعيمين المصرى والسودانى للعلاقات بين البلدين أن شهدت القاهرة فى أكتوبر الماضى انعقاد اجتماعات اللجنة العليا المشتركة على المستوى الرئاسى فى أكتوبر الماضى حيث وقع السيسى والبشير على وثيقة الشراكة الاقتصادية التى غطت كافة المجالات لصالح الشعبين الشقيقين .
وأشار إلى أن زيارة البشير إلى مصر أثمرت أيضا على نتائج فعلية على أرض الواقع انعكست فى افتتاح معبرين بريين فى غاية الأهمية هما " أرجين" و " أشكيت قسطل" ليصبحا نافذتين مهمتين تساهمان حاليا فى تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر والسودان .
وقال إن هذين المعبرين يخدمان فى نفس التوقيت المصالح المصرية فى إفريقيا بوصفهما معبرين إلى داخل القارة السمراء من خلال السودان لتعزيز التوجه المصرى السودانى بخصوص منطقة التجارة الحرة الافريقية التى تضم حاليا المنظمات الثلاث " الكوميسا " و " سادك" وتجمع شرق افريقيا.
وأوضح أن المعبرين البريين يخدمان فى نفس الوقت التواصل الاجتماعى بين الشعبين الشقيين فالمصرى يستطيع أن يصل إلى الخرطوم بسيارته من القاهرة، مثلما يستطيع السودانى الوصول بسيارته من الخرطوم إلى الاسكندرية، لافتا أن هذا يؤكد أننا شعب واحد فى بلدين .
وتطرق السفير عبد المحمود إلى ما وصفه بالمبالغة من جانب الإعلام فى تناول بعض القضايا التى تخص البلدين مثل حلايب وشلاتين وسد النهضة، موضحا أن موضوع الإعلام كان من بين الموضوعات التى تناولها الرئيسان بالقاهرة.
وأشار السفير إلى أن " الزعيمين تحدثا بلغة مشتركة فيما يتعلق بأهمية دور الإعلام الذى ينبغى أن يكون رافعا للعلاقات بين البلدين ولا يقلل من قوة العلاقة بين البلدين لأن الإعلام يجنح فى بعض الحالات إلى المبالغات والتهويل ".
وشدد على ضرورة أن يتدارس الصحفيين فى البلدين قضايا البلد الأخر على أن يكون هناك تنظيم مشترك فى المجال الإعلامى بين مصر والسودان لأن غياب المعلومة الموثقة ذات المصداقية يؤدى إلى المبالغة و" الفبركة " فى بعض الأحيان.
وبشأن حلايب وشلاتين أكد السفير السودانى عبد المحمود على إلا يكون الخلاف حول حلايب وشلاتين سببا فى تعكير الود والإخاء بين شطرى وادى النيل ، موضحا أنه يمكن التوصل إلى حل لهذا الخلاف عن طريق التفاوض .
وفيما يتعلق بسد النهضة وصف أن الوضع بالنسبة لسد النهضة يسير بشكل جيد بفضل التنسيق الكامل بين مصر والسودان وإثيوبيا، مؤكدا أن السودان تقوم بدور كبير لتقريب وجهة نظر الدول الثلاث، مشيرا إلى أن السودان تنطلق من مفهوم أن نهر النيل لابد أن يكون ساحة للتعاون وليس ساحة للصراع .
واختتم السفير تصريحه بالتأكيد على ضرورة أن يكون سد النهضة مفيدا للدول الثلاث ولا ينزل بأى ضرر بمصالح مصر المائية ، ونفى نفيا قاطعا أن تكون السودان منحازة للطرف الأثيوبى على حساب الاشقاء فى مصر، موضحا أن مساهمة السودان أثمرت عن توقيع اعلان المبادئ بالخرطوم وتكليف المكتبين الاستشاريين بتقديم التقارير المطلوبة للتعرف على أى أضرار قد تلحق بالجانبين المصرى والسودانى سواء فيما يتعلق بحصص المياه أو القدرة على مواجهة الزلازل.