يقوم البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية بإعداد زيت الميرون المقدس للمرة 39 فى تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يومى 4 و5 أبريل المقبل.
وقال البابا تواضروس - فى مقال كتبه بالعدد الجديد من مجلة الكرازة، التى تصدرها الكنيسة - إن كلمة ميرون كلمة يونانية معناها طيب أو رائحة عطرية، ويعد إعداد الميرون هو السر الثانى فى الأسرار الكنسية السبعة بعد سر المعمودية وهو لا يتكرر فى حياة المسيحى إلا مرة واحدة .
ولزيت الميرون عدة استخدامات فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية منها، تقديس مياه المعمودية، ورسم المعمدين حديثاً، وتدشين الكنائس، وتكريس مذابح الكنائس، وتكريس اللوح المقدس، وتكريس أوانى المذبح، وتكريس جرن المعمودية، وتدشين الأيقونات بالكنيسة، ومسح وتكريس الملوك.
ويعد البابا أثناسيوس الرسولى (البابا العشرون للكنيسة الأرثوذكسية وعاش بين عامى 296م و373م) هو أول من قام بعمل الميرون فى تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اعتمادا على ما أحضره القديس مامرقس كاروز الديار المصرية من خلطة الحنوط والأطياب الموجودة فى كفن السيد المسيح.
ويتكون الميرون من إضافة 27 مادة مستخلصة كزيوت عطرية إلى زيت الزيتون عالى النقاء، وكانت الطريقة التقليدية التى تستخلص بها تلك الزيوت من أصولها النباتية تقوم على إجراء بعض العمليات الكيميائية مما يستهلك وقتاً كبيراً ومجهوداً كثيراً بالإضافة إلى الفقد الذى يصل إلى 30% وتتطاير المواد العطرية أثناء التسخين.
وبدأت الكنيسة الأرثوذكسية فى استخدام العلم والتكنولوجيا الحديثة فى تطوير عملية إعداد الميرون حيث يتم توفير تلك الزيوت العطرية النقية من عدة شركات عالمية وزيت الزيتون عالى النقاء من الأديرة، مع ممارسة الطقس الكنسى من القراءات والألحان والصلوات وطبقت هذه الطريقة للمرة الأولى عام 2014 (المرة الـ 38 فى تاريخ عمل الميرون) بعد موافقة أعضاء المجمع المقدس على هذا الأسلوب الجديد والذى كانت نتائجه مبهرة.