ما زالت قضية خطف وقتل "فريد شوقى" سمسار عقارت أكتوبر، والذى ثبت من خلال التحقيقات تورطه فى تجارة المخدرات، يشوبها بعض الغموض والإثارة، ومع استمرار تحقيقات النيابة العامة تنجلى التفاصيل شيئاً فشيئاً، فبعد مرور ما يزيد عن 15 يوماً هى عمر القضية منذ العثور على جثة "شوقى" مقتولاً داخل أحدى المناطق النائية بمحافظة القليوبية، حتى تم الإيقاع بالمتهمين واحداً تلو الآخر، تواصل جهات التحقيق جهودها لتكشف عن المزيد من التفاصيل الجديدة التى حوتها تلك القضية.
شكلت نيابة أول أكتوبر تحت إشراف المستشار أحمد الأبرق المحامى العام الأول لنيابات 6 أكتوبر والواحات، فريق بحثى ترأسه المستشار إيهاب العوضى مدير النيابة، لمتابعة التحقيقات فى تلك القضية، وأجرى الفريق رحلة استقصائية للأماكن التى تردد عليها المتهمين إبان الواقعة، لجمع الأدلة الجنائية لإرفاقها بملف القضية، حيث توجه النيابة العامة إلى شارعى شهاب فى المهندسين، وفوزى رماح بميت عقبة وهو الشارع الذى شهد الظهور الأخير لـ"شوقى" داخل السيارة التى اختطفه فيها الجناة، واستمعت النيابة خلال الجولة إلى أقوال عدد من أصحاب المحال التجارية الشهيرة المتواجدة بذلك المكان.
وأسفرت جهود النيابة العامة، على تجميع عدد من الشهادات الموثقة من عدد من أصحاب المحال التجارية، التى تم ضمها إلى ملف القضية على سبيل الاستدلال، كما تمكنت من الحصول على فيديوهات جديدة لواقعة خطف فريد شوقى، تم التقاطه بواسطة إحدى كاميرات المراقبة المنتشرة بالمحال التجارية بشارع شهاب وفوزى رماح، حيث التقط الفيديو أثناء سيرها فى الشارع، وعلى الرغم من عدم وضوح الرؤية فى الفيديو بشكل كامل، إلا أن النيابة استطاعت أن تحدد من خلاله أرقام السيارة ومواصفاتها، وأمرت بتفريغ وإرفاق نتائج التفريغ بالتحقيقات.
كما كشفت تحقيقات النيابة العامة، أن المتهمين اجتمعوا على إحدى الكافيهات بمنطقة حدائق الأهرام، لوضع خطة خطف "فريد شوقى" من مدينة 6 أكتوبر، وتوجه فريق من النيابة إلى المقهى المذكور، وباستطلاع شهادة الشهود من رواد وأصحاب المقهى، أكد عدد منهم على رؤيتهم المتهمين قبل الواقعة بأيام قليلة على المقهى، إلا أنهم لم يحددوا أسباب تواجدهما بالمكان، وبعرض صور المتهمين على الشهود تعرفوا عليهم، وتوجهت النيابة إلى كافيه "شارع المحروسة" الذى اختطف منه "شوقى" بمدينة 6 أكتوبر، واستدعت عدد من الشهود الذين تعرفوا أيضاً على المتهمين.
وبناء على المعلومات الجديدة التى توفرت للنيابة العامة، تم استدعاء المتهمين من محبسهم لمواجهتهم بما توفر إليها من معلومات، وأنكر عدد من المتهمين فى القضية اشتراكهم أو تورطهم فى تجارة المواد المخدرة، وهى محل الخلاف بين المتهمين الرئيسيان فى القضية "أمين شرطة" و" طيار مدنى متقاعد"، وبين المجنى عليه فريد شوقى، مؤكدين، أن دورهم اقتصر على حماية المتهمين سالفى الذكر، أبان إنهاء خلافاتهم مع المجنى عليه، مشيرين إلى أنهم عملوا على تأمين المنطقة التى شهدت الواقعة، وساعدوا فى عملية خطف المجنى عليه واقتياده إلى منطقة القناطر الخيرية، دون الاشتراك فى قتله.
فيما كشفت مصادر فى تصريحات لـ"انفراد"، أن عدد المتهمين فى القضية وصل إلى 8 متهمين، إلا أن هناك متهم ورد ذكر اسمه فى التحقيقات، واعترافات المتهمين، لم يتم القبض عليه حتى الآن وتبين أنه استطاع الهرب خارج البلاد، مشيراة إلى أنه استطاع الهرب قبل صدور أمر بضبط وإحضار المتهمين فى الواقعة، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية تمكنت من القبض على كافة المتورطين فى القضية المتواجدين فى مصر.