لم يكن الرئيس قد بدأ كلمته بعد مع الجالية المصرية بالعاصمة واشنطن دى سى ، إلا ونظر إلى القاعة وطالع الوجوه ثم سأل عن الحاج عبد المنعم عبد الله ، ليفاجأ جميع الحاضرين بأن الرجل الذى كان فى طريقه إلى القاعة من إحدى الولايات البعيدة ليشارك فى لقاء الرئيس قد غاب عن هذا اللقاء لظرف طبى
لم يبدأ الرئيس من قضايا وأسئلة الحاضرين من أبناء الجالية الذين احتشدوا وكلهم حماس لأن يسمع لهم الرئيس وأن يسمعوا منه ، بل بدأ بهذا الرجل الغائب،الرجل الذى قطع مسافة كبيرة من نيوجيرسى إلى العاصمة واشنطن ليشارك الحاضرين لقاءهم بالرئيس لكنه تعرض لأزمة قلبية
هذا الغائب كان الحاضر الأبرز فى حديث الرئيس ، ربما لأنه أراد أن يضرب المثل والنموذج لجميع المصريين ، بضرورة أن يكونوا يدا واحدة وأن يتكاتفوا أمام الشدائد والأزمات ، وأن يتعاونوا جميعا حتى يعبروا هذه الأزمات والشدائد
الحاج عبد المنعم عبد الله ، الذى أرسل الرئيس مبعوثا خاصا ليطمئن على حالته الصحية ويضع باقة ورد إلى جوار سريره، هو المواطن مصرى عندما يمر بأزمة طارئة ، لا يمكن أن نتخلى عنه ، وأن نقول إننا بعيدون عن أزمته أو شدته ، فربما نكون فى أزمة غدا ونجده إلى جوارنا ، وهذا المنطق هو طوق النجاة الذى يؤكد عليه الرئيس مرارا وتكرارا فى كل مناسبة
وكم قدر أبناء الجالية المصرية الذين حضروا لقاء الرئيس ، إيفاد مبعوث خاص للاطمئنان على حالة عبد المنعم عبد الله ، عندها تأكدوا فعلا أن جميع المصريين فى قلب وعقل الرئيس سواء كانوا داخل مصر أو فى الغربة ، ومن هنا كان اللقاء إيجابيا ومنفتحا على جميع مشاكل الوطن بمحبة وتفاؤل كبيرين ، فمادام المصريون متحدين على قلب رجل واحد ، فكل الصعاب هينة وجميع الأزمات مجرد عقبات صغيرة نعبرها سريعا.