وجه الفنان العربى مارسيل خليفة رسالة للأسيرات والأسرى فى سجون الاحتلال الإسرائيلى بمناسبة يوم الأسير الفلسطينى والذي يصادف 17 من أبريل، بالتزامن مع الاضراب الذي من المقرر الشروع فيه يوم غد الاثنين، من خلال أفواج متتالية تضم مئات الأسرى في السجون ومن القوى المختلفة تدخل تباعا في إضراب مطلبي مفتوح عن الطعام، رفضا لقوانين الاحتلال الاسرائيلى والعقوبات التي تفرضها مصلحة السجون بحقهم، ويهدف لتحسين الشروط والظروف الاعتقالية.
وقال عصام بكر مسؤول العلاقات الخارجية والاعلام في الهيئة العليا للأسرى فى تصريحات نقلتها وكالة "وفا" الفلسطينية، إن اتصالات جرت مع خليفة بهذا الخصوص وقد لبى الدعوة رغم سفره ولم يتردد في توجيه رسالة للأسيرات والأسرى تشد من معنوياتهم في الاضراب، وتؤكد وقوف الأحرار الى جانبهم.
وأضاف عصام بكر أن الفنان مارسيل خليفة أتبع الرسالة المتلفزة بأخرى مكتوبة موجهة للشعب الفلسسطيني، فيما حملت كلماته التي أرسلها للأسرى موقفا أصيلا نابعا من الاحساس العالي له اتجاه الشعب الفلسطيني، مضيفا أن صوته سيعبر إلى زنازين الاحتلال لتبعث بالأمل والحلم وتشد من عزيمة الأسرى وتكسر ليل العتمة والظلام لتورق الارادة والانتصار على السجان.
وفيما يلي ما كتبه الفنان خليفة للشعب الفلسطيني في مقدمة الرسالة المتلفزة:
"عندما خرج الفلسطينيون الى المنافي القريبة والبعيدة، لم أكن بعد قد ولدت، وفي العاشرة من عمري شاهدت فيلماً تسجيلياً لأناس يقفزون من حلم أرضهم ليرسو على أشواك السياج البعيد، حيث أحببت فلسطين أكثر ممّا كنت أعرف وفي شفافية تجرح ذلك الصبيّ إلى حد العتمة التي حلّت بالفلسطينيين. ومن يومها واصلت السير الشاق إلى أرض فلسطين.. أشهرت الأمل في وجه الألم، كتبت وغنيت وناضلت وخضت مع كثيرين معركة الدفاع عن الهوية والتاريخ وذلك لحماية ذاكرتنا وحقّنا في أرضنا وانتمائنا الإنساني لهذه الأرض.
ليس سهلاً عليّ اليوم أن أحكي عن فلسطين دون أن اضطرب.. أحب فلسطين، أحب شعب فلسطين، وهذا حقّ مشاع كما أعتقد، ليس لأحد مصادرته. وهذا الحب الذي يشاركني فيه الكثيرون الذين سبقوني الى احتضان القضيّة التي ولدت من صخرة الجبل متميزّة برهافة عصفور. ها نحن يحدق بنا الخطر دون أن نملك دفاعاً غير هذه الكلمات والإيمان الاعظم بأن الشعب الفلسطيني ذاهب الى مستقبله الذي يريده ويحلم به، بالرغم من كل محاولات تعطيل خطواته وتعويق ذهابه الفاتن. نضع فلسطين تحيّة كل صباح وأيقونة للحب ونرفع صوتنا معلنين أن للشعب الفلسطيني إخوة لا يحصون. وما على الطغاة إلاّ أن يبعثوا بعسسهم وجيشهم وصليل سلاسلهم لملاحقة إخوة لا يحصون. لن أقول لكم مرّة أخرى كم أحب فلسطين ولكن أقول إني استعضت بفلسطين عن العالم. فلسطين امنحيني وهج عينيك ليكون وطني الوحيد ضد أوطان البشر".