طالب الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة، الشعب المصرى بتوحيد الصف لمواجهة الإرهاب الغاشم الذى لا يفرق بين مسيحى ومسلم، مشددًا على ضرورة الشعور بالمسئولية، لأن الأمر ينبغى أن يتخطى الشعارات، مضيفًا: " الإرهاب لن يقدرعلى تفكيك وحدتنا الوطنية بل سيزيدنا إصرارا على المقاومة، وكل شهيد للحق تبقى صرخاته تدوى فوق حدود المكان والزمان.. ونحن على ثقة فى عدل الله".
وقال باخوميوس، إنه على ثقة كبيرة فى الرئيس عبد الفتاح السيسى، لأنه قوى وقادر على دحر الإرهاب، موجهًا له الشكر على ما يقوم به من مجهودات كبيرة، متابعًا: "نتمنى له التوفيق فى إصلاح ما أفسده الزمن".
وأوضح مطران البحيرة، أن الإرهاب عدو مشترك، خاصة أنه لا وطن له ولا دين لذا يجب مواجهته بكل ضراوة، مشيرًا إلى أن الأقباط قدموا أكبر عدد من الشهداء فى تاريخ المسيحية، مضيفًا: "ستظل مصر وطنًا واحدًا متماسكًا بمسلميه وأقباطه، كما كانت دوما منذ عهد القدماء المصريين".
ووجه مطران البحيرة، رسالة لأبناء الشعب المصرى مسلمين ومسيحين داخل وخارج مصر بأن يتقوا الله فى وطنهم وفى أعمالهم، مطالبًا بالعدالة الناجزة وسرعة المحاكمات القضائية للعناصرالإرهابية المتورطة فى تفجير الكنائس حتى يكون هناك حالة من الردع فى المجتمع لمواجهة أحداث العنف والإرهاب،
وطالب باخوميوس، بضرورة مراجعة ملفات التعليم، موضحًا أن التفاوت فى التعليم صار يشكل فجوة بين أبناء الوطن الواحد، مستطردًا: "هناك طالب سلفى متشدد وطالب آخر درس فى مدارس أجنبية، فلا بد أن نعيد التعليم المصرى فى مراحله الأولى ليصبح مشتركًا بين الجميع"، محذرًا من خطورة الشائعات الكاذبة التى تحاول تفتيت وحدة المسلمين والأقباط.
وطالب مطران البحيرة، بضرورة مراجعة الإعلام غير المنضبط الذى يقول على شهداء الكنائس ضحايا، مشدداً على ضرورة مواجهة ما يحدث فى الإعلام من فوضى وضبط الخطاب الإعلامى وتطويره ليكون دوره تنويريا فى المجتمع المصرى، مؤكدًا على أن مصر بها مجلس نواب منتخب وقضاء نزيه وجيش وشرطة قوى من أعظم جيوش العالم خير أجناد الأرض.
واستطرد باخوميوس: "هذه الأشياء جديدة علينا كمصريين فقد كنت أنام على سرير واحد وأنا فى الجامعة أن وزميلى المسلم، وكنا نعيش فى غرفة واحدة ونأكل ونشرب فى طبق واحد، فالأرض كلها مصرية وكنا فى الريف نسقى الأرض من مسقى واحد، ولم نعرف التفرقة نهائياً ما بين مسلم ومسيحى نهائياً، وكنا فى مراسم العزاء نخرج صوانى الطعام ليأكل منها المسلم والمسيحى، ودائماً ومازلنا على قلب رجل واحد، ولم نسمع بهذه الفتاوى المتشددة والمتطرفة إلا فى هذا الزمان، من هؤلاء الإرهابيين الذين يجب محاكمتهم على فتاويهم التى تثير الفتن والغرض منها هو شق الصف، وأقول لهم هيهات هيهات، فنحن جميعاً مواجهة الإرهاب الأسود الذى يريد إسقاط الدولة وزعزعة الاستقرار فى البلاد إتقوا الله فى مصر".
وعن أقباط المهجر الذين يستقوون بالخارج قال مطران البحيرة: "لم أتناول أى قضية مصرية طيلة حياتى فى أى محفل دولى ونحن قادرون على حل كل قضايانا داخل مصـــر"، مؤكدًا على أن مصر قادرة على حل كافة مشاكلها دون الاستعانة بأحد.
وأوضح مطران البحيرة، أن أقباط مصر لهم طابع خاص وارتباط غير عادى بوطنهم، متابعًا: "فكلمة قبطى تعنى مصرى، فالمسيحيون فى إنجلترا لا يطلق عليهم أقباطًا، وارتبط تاريخ مصر القبطى بالتاريخ الدينى للمسيحية فى مصر ونحن فى صلاتنا مرتبطون بالوطن، فالكنيسة تصلى من أجل الرئيس عبد الفتاح السيسى، ونصلى أيضاً من أجل شهداء الوطن وشهداء العمليات الإرهابية ومن أجل القائمين على حمايته من القوات المسلحة والشرطة.