كثير من المسلمين لا يعرفون أن اليوم السبت الموافق 22 أبريل هو الموافق لميلاد النبى صلى الله عليه وسلم، بحسب التاريخ الميلادى، ورغم اختلاف أهل الاختصاص فى الفلك فى تحديد اليوم الذى ولد فيه النبى من العام الميلادى، حيث قيل أول أبريل وقيل 20 أبريل والرأى الذى ترجحه دار الإفتاء هو الثانى والعشرين من أبريل.
ويقول الدكتور شوقى إبراهيم علام، مفتى الجمهورية، أن المولد النبوى الشريف هو أعظم إطلالة للرحمة الإلهية على البشرية جميعها، وهو ما عبر عنه القرآن الكريم فى قوله سبحانة، وتعالى: ﴿وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين﴾، وهذه الرحمة لم تكن محدودة، فهى تشمل تربية البشر وتزكيتهم وتعليمهم وهدايتهم نحو الصراط المستقيم وتقدمهم على صعيد حياتهم المادية والمعنوية، كما أنها لا تقتصر على أهل ذلك الزمان، بل تمتد على امتداد التاريخ بأسره قال تعالى: ﴿هو الذى بعث فى الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفى ضلال مبين وآخرين منهم لما يلحقوا بهم﴾.
وأضاف ردًا على سؤال ما هو الرأى الراجح فى تاريخ مولد النبى صلى الله عليه وسلم؟، وقد ولد النبى المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم فى يوم الاثنين بلا خلاف، والصحيح أن ذلك كان وقت طلوع الفجر، والراجح الذى عليه الأكثرون من المؤرخين وأهل العلم: أن مولده صلى الله عليه وآله وسلم كان لاثنتى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، وهذا هو الذى جرى عليه عمل المسلمين عبر العصور فى احتفالهم بذكرى مولد الحبيب المصطفى والنبى المجتبى صلى الله عليه وآله وسلم، وكان ذلك فى عام الفيل، فى السنة الثالثة والخمسين قبل الهجرة النبوية الشريفة، وكانت ولادته فى شعب أبى طالب بمكة المكرمة.
فروى الإمام مسلم فى "صحيحه" عن أبى قتادة الأنصارى رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سئل عن صوم يوم الاثنين فقال: «ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت -أو أنزل على- فيه».
توقيت المولد بالتقويم الشمسى الميلادى
التحقيق والصواب الذى تدل عليه كتب التوفيقات بين التاريخين الهجرى والميلادى: أن مولده صلى الله عليه وآله وسلم وافق يوم الثانى والعشرين من شهر أبريل عام 572 ميلادية، وهذا الشهر الميلادى هو أول شهر ربيعى كامل، فوافق ربيع مولده القمرى فصل الربيع، واستدار الزمان ليوم ميلاده الشريف، والربيع هو الموسم الذى تتفتح فيه الزهور، وتغرد الطيور، وتحلو الحياة.
وبناء على ذلك: فقد ولد النبى صلى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين الثانى عشر من شهر ربيع الأول، وقت طلوع الفجر، فى عام الفيل، فى السنة الثالثة والخمسين قبل الهجرة النبوية الشريفة، وهذا هو الذى جرى عليه عمل المسلمين عبر العصور فى احتفالهم بذكرى المولد النبوى الشريف على صاحبه أشرف الصلاة وأتم السلام، ووافق ذلك يوم الثانى والعشرين من شهر نيسان أبريل عام 572 ميلادية، وذلك فى فصل الربيع.