أكد سيرجى كيربتشينكو سفير روسيا بالقاهرة أن العلاقات بين مصر وروسيا تتطور بوتيرة سريعة والدليل على ذلك الزيارات التى تمت فى الفترة الأخيرة حيث بحث وفد برئاسة رئيس مجلس الدوما سيرجى ناريشكين خلال زيارته للقاهرة فى يناير مع الرئيس عبد الفتاح السيسى عددا من القضايا فى حوار ممتع، وتم نقل التحيات المتبادلة بين السيسى والرئيس فلاديمير بوتين .
وأضاف، فى حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم، "إن دينيس مانتوروف وزير التجارة والصناعة الروسى رأس الأسبوع الماضى مع نظيره المصرى طارق قابيل الدورة العاشرة اللجنة الحكومية المشتركة الاقتصادية والتجارية والعلمية والفنية فضلا عن مباحثاته مع الرئيس السيسى حول للتعاون الثنائى فى الوقت الحالى والآفاق المستقبلية له".
وأوضح السفير أن، المباحثات تناولت مشروع المحطة النووية فى الضبعة وإقامة منطقة صناعية روسية وأفكارا أخرى تتعلق بزيادة التبادل التجارى والتعاون الاقتصادى بين الطرفين فى المجالات المختلفة، وقال السفير " إن العلاقات الثنائية تسير بخطى ثابتة فى مرحلة جديدة من التعاون المشترك".
وأوضح أن التبادل التجارى بين البلدين بلغ 5ر5 مليار دولار عام 2014 وهو رقم قياسى، ولكن عام 2015 تراجع بشكل طفيف نتيجة للتقلبات المختلفة ولكننا ننظر بكل ثقة إلى المستقبل ولدينا خطة عملية لزيادة التجارة فى المجالات المختلفة، لافتا إلى أنه تم الاتفاق بين الجانبين على تكثيف الزيارات المتبادلة بشكل دورى ومنتظم لدعم العلاقات والثقة بين القاهرة وموسكو.
وردا على سؤال حول نتائج اللجنة الحكومية المشتركة، قال السفير إن النتائج تتمثل فى التوقيع على عدد من الاتفاقيات من بينها الاتفاق حول توريد عربات السكك الحديدية الروسية لمصر وتجميع جزء منها هنا وكذلك إقامة صندوق مشترك بين صندوق روسى وبنكين مصريين لتنفيذ المشروعات المشتركة، مشيرا إلى أنه لم يتحدد بعد قيمة هذا الصندوق.
وردا على سؤال حول مدى اهتمام روسيا بالاستثمار فى مصر، أوضح أن موسكو تولى اهتماما بتعزيز التعاون مع مصر التى تدخل دائما فى دائرة مختارة للدول التى تربط بنا علاقات خاصة، وقد تعرضت هذه العلاقات لفترات هبوط وارتفاع عبر التاريخ مشيرا إلى أن حجم الاستثمار الروسى فى مصر فى الوقت الحاضر متواضع ولكن ندرك تماما أن هناك إمكانيات ومقومات كبيرة فى هذا البلد .
وحول تبادل استخدام الجنيه والروبل، قال السفير الروسى إن هذه الفكرة جديرة بالاهتمام وهناك مقترح بتقاسم تمويل المشروعات بالجنيه والروبل، لكن هذا يتطلب وضع آلية معنية لتبادل العملات وإجراء الحسابات، مضيفا أن الجانبين المصرى والروسى مازالا يدرسان هذا الموضوع .
وردا على سؤال حول العقبات أمام دعم التعاون الاقتصادى بين البلدين، أشار إلى أنه هناك صعوبات طبيعة تتمثل فى تقدير الجدوى الاقتصادية للمشروعات المقترحة التى لابد أن تكون مربحة للطرفين وأنه ليس من السهل تقدير النفقات والإيرادات. وثانيا مشكلة التمويل وشروطه خاصة وأن التوصل إلى الاتفاق مع الطرف المصرى ليس سهلا فضلا عن وجود ضائقة مالية فى مصر وروسيا مما يعقد المهمة.
واستطرد قائلا "إن موسكو لا تبحث عن الحجج والذرائع ولكن ننظر بواقعية للوضع الاقتصادى".. مرحبا بمشاركة دول أخرى فى تمويل المشروعات فى مصر فى إطار تعاون ثلاثى أو رباعى أو خماسى فى ضوء علاقاتها الوطيدة مع معظم الدول العربية.
وردا على السؤال حول الوضع الاقتصادى فى روسيا، قال "إن روسيا مازالت تعانى من بعض التأثيرات السلبية بسبب العقوبات غير المنصفة المفروضة من الغرب وانخفاض أسعار البترول وهما يؤثران على الاقتصاد الروسى، لكن هذا لا يعنى عدم اهتمام موسكو بتفاعل اقتصادى نشط مع مصر"، مؤكدا وجود إمكانيات ليست ضئيلة بالنسبة للاستثمار الروسى فى الخارج.
وفيما يتعلق بتقييمه للوضع الأمنى فى مصر، قال السفير الروسى "إن الاستقرار السياسى فى مصر مهم للغاية ولكن لسوء الحظ هناك محاولات من الإرهابيين للاعتداء على رجال الأمن والشعب المصرى"، وأوضح أن التنسيق الإرهابى عالى للغاية ويسبق الأجهزة الأمنية فى بعض الدول مما يجعل مهمة القضاء عليه صعبة، وهذا يتطلب جهدا إضافيا، وأكد ثقة روسيا فى نجاح مصر فى تجاوز ظاهرة الإرهاب والقضاء عليها.