وجه الكاتب الصحفى الكويتى رئيس تحرير صحيفة "السياسة" الكويتية رسالة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى من خلال مقالته بالصحيفة فى عددها الصادر صباح اليوم الاثنين، تحت عنوان "مع السيسى عبرنا بحور الظلام" : مرحبا بك، ليس فى الكويت فقط، إنما فى دول "مجلس التعاون" الخليجى كافة، هذه الدول التى تقاسمت معها مصر المهمة التاريخية الصعبة والشاقة فى عبور بحور الظلام التى أرادت إغراقها فيها وحوش التطرف والتوسع، بدءا من إسرائيل مرورا بإيران وليس انتهاء بالولايات المتحدة الأميركية، التى دفعتها إدارة الرئيس باراك أوباما إلى السير خلف شهوات الدم الإيرانية والإسرائيلية إشباعا لنزوات من لا يزالون يعيشون فى كهوف القرون الوسطى.
وأضاف الجار الله، فى رسالته إلى الرئيس السيسى، "أنت هنا بين إخوانك، الذين كنت عضيدهم فى المحنة، فكما بذلت مصر بقيادتك، وعبر جيشها العظيم، الغالى والنفيس لدرء خطر الإخوان الإرهابيين عنها، كنتم فى الوقت نفسه تنقذون المنطقة كلها مما دبرته بليل تلك الجماعة مع الدوائر الإسرائيلية والأميركية وأجهزة استخبارات غربية لإغراق دول مجلس التعاون الخليجى ومصر فى بحر الفوضى والحروب الأهلية والطائفية، ودفعت إليه العراق وسورية وليبيا، وكادوا يبيعون دول الخليج إلى إيران، ويدخلون بقية الدول العربية نادى الدول الفاشلة.
وأوضح الكاتب الصحفى الكويتى أن الرئيس السيسى طوال السنوات الماضية تحمل أمانة العمل على إبعاد شر الإرهاب عن الإقليم من خلال دحره فى مصر، وأحبطتم المخطط الإسرائيلى بنقل جماعات الإرهاب العالمى إلى صحراء سيناء.
وقال "فعلتم ذلك حين لبيتم مطالب الشعب المصرى عندما استنجد بجيشه لإنقاذه من براثن حكم مكتب "الأوباش"، فكانت ثورة 30 يونيو بداية الخروج من النفق المظلم، ولهذا جاء انتخابكم مجردا من أى تدخلات لأجهزة استخبارات، كما درجت العادة فى بعض الدول العربية.
وأضاف الجار لله "جميعنا نعلم، يا سيادة الرئيس، أنك لم تسع إلى كرسى الرئاسة، بل هى أتت إليك عبر الثقة الشعبية المصرية، فلم تسرق أصواتا أو تدلس فى صناديق الاقتراع، والتاريخ يشهد أنها المرة الأولى التى تنتخب فيها مصر بشفافية ونقاء قل نظيره، والتاريخ يشهد أنكم حاولتم مرارا عدم الرضوخ لمطالب الشعب خوفا من إلا تكونوا بقدر طموحات شعبكم وشعوب المنطقة والإقليم، لكنكم بالتصميم والعزيمة لم تخيبوا آمال المصريين، فكنتم كل يوم تجددون العهد والثقة، بالعمل والإنجازات، ولهذا أصبحت مصر اليوم بعيدة كل البعد عما يمكن أن ينغص عليها، أو يثير قلق الخليجيين، بل العرب أجمعين، فمصر المستقرة مصدر اطمئنان للعرب كافة".
واختتم رئيس تحرير "السياسة" الكويتية مقاله قائلا "من تكبد مشقة هذه المهمة الصعبة، لا شك أنه يستطيع صد أى حملات تشويش على العلاقات المصرية- الخليجية يشنها من لا يزالون يسعون إلى الإيقاع بين مصر ودول مجلس التعاون الخليجى، ويسوقون لـ”الإخوان” والجماعات المولودة من رحمها، ولنا بقدرتكم وحكمتكم ملء الثقة على تحقيق ذلك".