شهد الاجتماع الثانى للمجموعة الرباعية حول ليبيا، الذى عقد فى العاصمة البلجيكية بروكسل، أمس الثلاثاء، اتفاقا كاملا فى الآراء بين جامعة الدول العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى والاتحاد الأفريقى، على أهمية تكثيف الجهود الدولية والإقليمية الرامية لمرافقة الأطراف الليبية بغية دعم مسار التسوية السياسية فى ليبيا، واستكمال تنفيذ الاستحقاقات المنصوص عليها فى الاتفاق السياسى الليبى الموقع فى الصخيرات.
كان أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، قد ناقش آخر التطورات الأمنية والسياسية على الساحة الليبية، خلال مشاركته فى اجتماع المجموعة الرباعية مع كل من المبعوث الأممى لليبيا مارتن كوبلر، والممثلة العليا للاتحاد الأوروبى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فدريكا موجرينى، والممثل الأعلى للاتحاد الأفريقى لليبيا جاكايا كيكويتى.
وصرح الوزير المفوض محمود عفيفى، المتحدث الرسمى باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، بأن المجموعة الرباعية اتفقت على أهمية الاستمرار فى تشجيع الأطراف الليبية على الانخراط فى حوار سياسى جاد وشامل، بغية الاتفاق على سبل معالجة النقاط العالقة فى اتفاق الصخيرات على نحو يفضى إلى تسوية سياسية متكاملة للوضع فى ليبيا، ويفتح المجال أمام اعتماد الدستور الليبى الجديد وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية فى البلاد العام المقبل.
وأضاف "عفيفى"، أن المجموعة الرباعية اتفقت فى إدانتها للهجوم المسلح الوحشى الذى تعرضت له قاعدة براك الشاطئ جنوبى ليبيا الأسبوع الماضى، كما أعربت المجموعة عن قلقها البالغ إزاء الحوادث الأمنية وتهديد بعض المجموعات المسلحة باستخدام العنف فى العاصمة الليبية طرابلس، مشيرا إلى أن المجموعة توافقت أيضا على أن مثل هذه التطورات لا يجب أن تثنى القيادات الليبية عن الاستمرار فى العملية السياسية والبناء على التقدم الذى تم إحرازه حتى الآن بغية الاتفاق على التعديلات المحدودة المطلوبة على اتفاق الصخيرات لاستكمال تنفيذه.
وذكر المتحدث الرسمى، أن الجامعة العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى والاتحاد الأفريقى، اتفقوا على تنسيق جهودهم فى هذا الصدد، لتشجيع كل من مجلس النواب الليبى والمجلس الأعلى للدولة على تشكيل اللجنة المشتركة بين وفديهما إلى الحوار السياسى، لتحديد النقاط الجوهرية العالقة التى يستلزم معالجتها والتوصل إلى حلول توافقية بشأنها؛ وأضاف أن المجموعة أبدت استعدادها فى هذا السياق لمساندة الجهود التى يقوم بها المبعوث الأممى، مارتن كوبلر، لرعاية هذه المسيرة السياسية بين الأطراف الليبية، كما أكدت دعمها للجهود التى تضطلع بها دول جوار ليبيا، وفى مقدمتها مصر والجزائر وتونس، لحلحلة الأزمة وتقريب وجهات النظر بين الأشقاء الليبيين للبناء على النتائج التى كانت قد تحققت أثناء اللقاءين اللذين جمعا فايز السراج والمشير خليفة حفتر فى أبو ظبى، والمستشار عقيلة صالح والسيد عبد الرحمن السويحلى فى العاصمة الإيطالية روما.
وكشف المتحدث الرسمى باسم أمين عام الجامعة العربية، عن أن "أبو الغيط" كان قد تلقى اتصالا هاتفيا من السيد فايز السراج، قبيل انعقاد اجتماع المجموعة الرباعية فى بروكسل، أطلعه فيه على آخر التطورات على الساحة الليبية، وأكد خلاله ترحيبه بالجهود المشتركة والمتناسقة التى تضطلع بها الجامعة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى والاتحاد الأفريقى لدفع جهود التسوية بين الأطراف الليبية ومرافقة ليبيا فى عملية انتقالها الديمقراطى.