ذكرت قناة العربية السعودية، فى تقرير لها أن العلاقات الإيرانية القطرية لا تزال مميزة وودية للغاية رغم التهديدات الإيرانية لدول الجوار الخليجى، وصوت ضد قرارات إدانة الأنشطة النووبة لطهران فى مجلس الأمن، ووقعت اتفاقيات أمنية مع طهران، وربطتهما مصالح اقتصادية كبرى.
وبحسب تقرير العربية، كانت العلاقات الإيرانية القطرية ولا تزال مميزة وودية للغاية رغم خلافاتهما الظاهرية فى سوريا، وجاءت تصريحات أمير قطر تميم بن حمد، لتؤكد تقارير عدة سبق أن تحدثت عن تفاصيل أمنية دافئة تربط البلدين خلافًا للتوتر.
وقال التقرير، إن قطر أقامت علاقات مع إيران رغم تهديدات إيران بتصدير ثورتها بغية إسقاط أنظمة دول الجوار بسبب علاقاتها بالغرب و"الشيطان الأكبر"، وكانت إيران تقف مع قطر فى خلافاتها الحدودية مع المملكة العربية السعودية.
ويرى التقرير، أن طهران ترى فى تعميق العلاقات والتعاون مع قطر على المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية، فرصة لإيجاد موطئ قدم لها فى مجلس التعاون لمواجهة السعودية والإمارات.
وشهدت العلاقات بين البلدين المزيد من التطور، خلال زيارة الرئيس الإصلاحى محمد خاتمى لقطر فى مايو 1999، ودعمت إيران قطر لاستضافة مؤتمر القمة الإسلامى حينها، وتطورت العلاقات بعد انتخاب محمود أحمدى نجاد، وبلغ التعاون مع إيران ذروته عندما دعت قطر الرئيس الإيرانى السابق محمود أحمدى نجاد فى عام 2007، لحضور مؤتمر قمة الخليج فى الدوحة كضيف شرف.
وفى الوقت الذى كانت الدول العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص قلقة من الأنشطة النووية الإيرانية وتدعو المجتمع الدولى إلى اتخاذ مواقف صارمة منها، كانت قطر فى عام 2006 العضو الوحيد بين 15 عضوًا فى مجلس الأمن الذى صوت ضد قرار مجلس الأمن رقم 1696 حول الملف النووى الإيرانى، والذى دعا طهران إلى إبداء المزيد من الشفافية على هذا الصعيد.
فضلاً عن توقيع اتفاقية أمنية تحت مسمى "مكافحة الإرهاب والتصدى للعناصر المخلة بالأمن فى المنطقة" فى 2015، شمل "إجراء تدريبات عسكرية مشتركة" أيضاً، إلا أن المداميك الأولى لها وضعت قبل ذلك بسنين فى 23 ديسمبر 2010 أثناء زيارة أمير قطر السابق إلى طهران والتقائه بالمرشد الإيرانى الأعلى على خامنئى، ليشمل الاتفاق التعاون الأمنى بين الحرس الثورى والجيش القطرى أيضًا.
ووفقًا لتقرير العربية، حاولت قطر دائمًا الاستفادة من الخلافات بين طهران وأغلبية الدول الأعضاء فى مجلس التعاون خدمة لمصالحها الضيقة، نظرًا للشكوك التى تساورها، خاصة إزاء كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، وهذا يفسر إصرار الدوحة على "اعتبار إيران جزءًا من الحل الأمنى فى المنطقة" ورفضها اعتبار طهران جزءًا من المشكلة.
ويرى التقرير، أن أهم ما يربط البلدين اقتصاديا هو حقل الغاز المشترك بينهما فى مياه الخليج العربى، وهذا بات عاملاً إضافيًا ليجعل قطر لا تبتعد عن طهران حفاظًا على مصالحها فى الحقل المشترك، خاصة أن إيران فتحت باب الاستثمار فى هذا الحقل.