أكد اللواء أحمد جاد نائب رئيس أكاديمية الشرطة على ضرورة تمكين الشباب لبناء الأوطان وتولى المناصب القيادية، من خلال منظومة التعليم الموجهة إلى احتياجات السوق لخلق فرص عمل موازية للتنمية، مشيرًا إلى أهمية التنوع الثقافى لدى الشباب، وضرورة تثقيفهم اقتصاديا واجتماعيا من خلال برامج تنموية تعمل على استغلال الثروة البشرية، حتى نستطيع دفع عجلة التنمية للأمام، وبناء الدولة بسواعد شبابها، داعيا إلى احترام التعليم المهنى، وعدم التوجه إلى مهنة دون مهنة لما له من آثار سلبية على الشباب، محذرا من صورية التعليم، فالموضوعية هى طريق التقدم.
جاء ذلك فى كلمته بملتقى القيم والأخلاق والمواطنة، والذى تنظمه وزارة الأوقاف، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، والهيئة الوطنية للإعلام من أجل الإسهام فى تصحيح المفاهيم الخاطئة ومواجهة الفكر المتطرف، بمركز التعليم المدنى بالجزيرة أمس الاثنين، من خلال حلقته الثانية عشرة التى ناقشت موضوع: "ترسيخ الحق والواجب لدى الشباب"، والتى حاضر فيها اللواء أحمد جاد، نائب رئيس أكاديمية الشرطة، والمستشار محمد ندا عضو المجلس الاستشارى برئاسة الجمهورية، ود. أيمن أبو عمر الباحث بالإدارة العامة لبحوث الدعوة بوزارة الأوقاف، بحضور الشيخ عبد الفتاح عبد القادر جمعة منسق الملتقى، ولفيف من قيادات وزارة الشباب والرياضة، وأئمة الأوقاف، وعدد كبير من الشباب من مختلف محافظات الجمهورية، وقدم للحلقة الإعلامى علاء بسيونى.
ومن ناحيته أكد المستشار محمد ندا عضو المجلس الاستشارى برئاسة الجمهورية أن الحق بنص الدستور مقابل المسئولية، ومن ثم يتمكن الفرد أن يتمتع بحقوقه القانونية، موضحًا أن الدولة تقوم بالعديد من المهام، من خلال وضع سياسات وخطط تشجع على العمل، ودمج الشباب فى سوق العمل، وبناء الشباب علميا وتوجيههم لسوق العمل.
كما أوضح أن الشباب عليه أن يدرك مسئوليته فى التعلم والفهم والوعى الكافى الذى يؤهله للحصول على فرص العمل والإنتاج فى الحقل الذى سيعمل به، مضيفا أننا بحاجة إلى شباب لديه حلول ابتكارية داخل صندوق العمل، وعلى الجميع تحمل المسئولية تجاه دولته ومجتمعه، داعيا الشباب أن يكون على درجة كبيرة من الوعى والثقافة والإدراك بقضايا المجتمع للنهوض بالوطن.
ومن ناحيته أكد الدكتور أيمن أبو عمر الباحث بالإدارة العامة لبحوث الدعوة بوزارة الأوقاف أن الحق والواجب مبدأ إسلامى يقيم التوازن فى حياة الإنسان يتربى عليه الإنسان من خلال معرفته بدينه، مشيرًا إلى أن مبدأ الحق مقابل الواجب وسيلة لإصلاح المجتمع، فالتقدم والرقى الحضارى مرهون بأداء الواجبات ومعرفة الحقوق.
كما أكد أن كل إنسان يجب أن يعلم ما عليه من واجبات فليلتزم بها، وما له من حقوق فيطالب بها بطريقة شرعية وبما يتناسب مع الواقع الذى نعيش فيه، وهذا ما تربى عليه أصحاب النبى (صلى الله عليه وسلم)، فعندما تولى سيدنا عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) القضاء مكث سنة لم يفتتح جلسة، ولم يختصم إليه اثنان، فطلب من سيدنا أبى بكر (رضى الله عنه) إعفاءه من القضاء، فقال له أبو بكر: أمِن مشقة القضاء تطلب الإعفاء يا عمر؟ فقال عمر: لا يا خليفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ولكن لا حاجة لى عند قوم مؤمنين، عرف كل منهم ما له من حق فلم يطلب أكثر منه، وما عليه من واجب فلم يُقصِّر فى أدائه، أحب كل منهم لأخيه ما يحب لنفسه، إذا غاب أحدهم تفقدوه، وإذا مرض عادوه، وإذا افتقر أعانوه، وإذا احتاج ساعدوه، وإذا أصيب واسوه.. دينهم النصيحة، وخلقهم الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، ففيم يختصمون؟.
وفى ختام كلمته أكد أن العمل أمانة ومسئولية يحاسب عليه صاحبه أمام الله يوم القيامة، ولو أتقن الإنسان عمله لبارك الله له فى القليل، فالبركة جند من جنود الله (عز وجل) إذا حلت فى القليل كثرته، وإذا حلت فى الكثير باركته، مستشهدًا بقول الله تعالى: {وَلَوْ أن أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}، داعيا الشباب إلى الإحساس بالمسئولية حتى يمكنهم تفجير طاقاتهم فيما هو نافع للفرد والمجتمع.