وجه مبتسم وآخر عابس، ضحكة تلون شفتى شاب أو طفل أو امرأة، ودموع ساخنة تغرق ملامح آخرين، فى المكان نفسه وفى اللحظة نفسها، التى تشتعل فيها أجواء البهجة والاحتفال بالعيد، يخطف الموت عزيزا من أهله، ولكن جبروت الفقد وسخونة الحزن لم يستطيعا صبغ المشهد بالسواد كما اعتدنا فى الجنازات، ظل العيد مسيطرا ببهجته وألوانه وبلالينه وملابسه الزاهية.
شهد مسجد الصديق بمنطقة شيراتون، واقعة امتزجت فيها مشاعر الحزن بالفرح الصاخب، إذ قطع صمت حاد حالة الاحتفال المشتعلة بمناسبة عيد الفطر، مع الإعلان عن قدوم متوفى، فى مشهد ملفت ونادرا ما يتكرر.
ودارت أحاديث بين المصلين حول مشهد "النعش" وسط الأجواء الاحتفالية، فمنهم من ترحم على المتوفى، ومنهم من علّق على حسن الخاتمة، بينما امتزجت أجواء الجنازة وزحامها بمشاهد البلالين وألوان البهجة المحيطة بجثمان المتوفى.
ووسط هذه الحالة المتداخلة من البهجة والحزن، تعاطف بعض الحضور مع أهل المتوفى، مع غياب فرحة العيد عنهم وفقدانهم لشخص عزيز، فيما دعا البعض إلى إظهار الفرح بالعيد، لأنه سنة نبوية على الجميع العمل بها، ولا يجب تعطيلها بسبب حالة الحزن.