أكد الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف أنه لا خلاف بين فقهاء أهل السنة على تحريم ما يسمى بنكاح المتعة، وأنه أجيز فى صدر الإسلام فى بعض الغزوات من باب التدرج فى علاج بعض المعضلات المستعصية التى وجدها الإسلام كقضيتى الخمر والربا، حيث لم يكن من السهل التخلى عن الربا الذى يقوم عليه الاقتصاد الجاهلى دفعة واحدة ولا الإقلاع عن الخمر، الذى يشبه فى حياتهم الشاى أو القهوة فى حياتنا دون التدرج بهم شيئا فشىء، كما كان الميل للنساء والانطلاق لإشباع الغرائز الجنسية طاغيا فى الجاهلية، ولم يكن من اليسير الصبر على البعد عن الزوجات بعد أن حرم الإسلام العلاقات خارج إطار الزوجية أو ملك اليمين، فرخص رسولنا فى نكاح المتعة بوحى من ربه فى بعض الغزوات، وهو ما رآه بعض الصحابة كابن عباس - رضى الله عنهما - للضرورة الدافعة للمحظور.
وأضاف وكيل الأزهر، فى تصريحات صحفية، أن ما يدعيه بعض المتطاولين على شيخ الأزهر من أن ابن عباس يقول بحله فهو باطل لأن ابن عباس كان يفتى به فى حال الضرورة كالبعد عن الزوجات وقتا طويلا فى الأسفار والغزوات ترخصا بإباحة رسولنا له فترة، لكن فات هذا المدعى أن رسولنا حرمه بعد فتح مكة وأن ابن عباس حين رأى توسع الناس فى فتواه عاد إلى قول الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين فحرمه فانعقد إجماع أهل السنة على تحريمه، ولذا فهو باطل فعن ابن مسعود: "كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس معنا نساء فقلنا: ألا نستخصى؟ فنهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، ورخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب إلى أجل".
وتابع: ثم حرم النبى صلى الله عليه وسلم هذا النوع من الزواج، كما روى ذلك عنه على، وجماعة من الصحابة رضى الله عنهم، ومن ذلك ما أخرجه مسلم فى (صحيحه) عن سيرة الجهنى "أنه غزا مع النبى صلى الله عليه وسلم فى فتح مكة، فأذن لهم فى متعة النساء. قال: فلم يخرج حتى حرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وفى لفظ من حديثه: "وإن الله حرم ذلك إلى يوم القيامة".
واختتم تصريحاته فعلى المتطاولين على مقام شيخ الأزهر وعلمه التزام حدود الأدب فى مخاطبة العلماء، ولهم أن يعتقدوا ما يحلو لهم دون مطالبة مخالفيهم باعتقاده.
يذكر أن المرجع الشيعى ناصر مكارم الشيرازى، وجه رسالة إلى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، ردا على ما ذكره شيخ الأزهر فيى برنامجه عن تحريم زواج المتعة، حيث ذكر المرجع الشيعى فى رسالته المطولة: أخى الکریم قد طالعتنا وکالات الأنباء بخطابكم المتلفز عن زواج المتعة، أقولها بصراحة أن خطابكم هذا أثار استغرابى واستیائى فى وقت واحد، لأننا لم نعهدکم أن تتحدثوا بهذه اللغة؛ فإنّ الخطاب کان استفزازیاً متطرفاً، فى حین انكم کنتم ومازلتم من دعاة الوسطیة والإنصاف والعقلانیة الراجحة.. إن خطابكم فى التليفزیون المصرى مثَّلَ هجوماً کاسحاً علی مذهب أهل البیت (علیهم السلام) فى مفردة «زواج المتعة» بل کان هجوماً علی کل من أراد أن یتبنّی هذا الموقف من أهل السنة فیفتى به حیث أنكم وصمتموه بالخیانة وهذا سلوك غریب لم یسبق له مثیل فى تاریخ الفقه الإسلامى علی الإطلاق! فقد کان ابن عباس یفتى بالجواز ـ کما هو معروف ـ فهل یصح منکم أن تلصقون علیه وصمة الخیانة؟! ألیس فى ذلك تجنى وغمط علی حساب الحقیقة؟!.
وأضاف فى رسالته أن تصویرکم لزواج المتعة عند الشیعة کان مشوهاً وتسقیطیاً لا یتوائم مع ما تتطلبه الامانة العلمیة فى نقل رأى الآخر! اسمح لى أن أقولها بصراحة إنكم تحدثتم فى هذا الشأن بلغة أهل السیاسة! فى حین أنكم قد واعدتم فى بدایة تصدیكم لإمامة الأزهر فى مؤتمر حوار الأدیان فى واشنطن بأنه: «...الخلاف بیننا وبین الشیعة کالخلاف بینى أنا السنى کمالكى وبین الحنفى السنى... وهذا الذی نؤکد علیه ونحافظ علیه ونحمیه من عبث السیاسة» فما عدی مما بدی؟!.