قاد الدكتور عاصم أحمد، استشارى جراحة المخ والأعصاب بهيئة المستشفيات التعليمية بوزارة الصحة، فريقا طبيا لإجراء أول تدخل جراحى من نوعه فى مصر، لعلاج حالة صرع مستعصية طبيا، داخل مستشفى أحمد ماهر التعليمى، لطفل يبلغ من العمل 8 سنوات.
وفى هذا الإطار، قال الدكتور عاصم أحمد، فى تصريح خاص لــ"انفراد"، إن الجراحة تمت من خلال شق الجسم الثفنى بالمخ للطفل الذى كان يعانى من نوبات صرعية متعددة ولا يستجيب للعلاج الدوائى، ما أدى إلى تخلف الطفل عن زملائه دراسيا، موضحا أن المرض يأتى للطفل عبارة عن نوبات صرع يسقط على أثرها أرضا، الأمر الذى تسبب فى إصابته بجروح بالوجه.
وأضاف "عاصم"، قائلا: "عقدنا سلسلة اجتماعات مع مجموعة من المتخصصين والاستشاريين، وكانت النتيجة الاتفاق على إجراء تدخل جراحى عن طريق شق الجسم الثفنى الواصل بين نصفى المخ، لوقف انتشار البؤر الصرعية على جانبى المخ، ما يمنع حدوث مثل هذه النوبات ويجعلها تستجيب للعلاج الدوائى"، مؤكدا أن جراحات الصرع من الجراحات المتقدمة التى تتطلب كثيرا من الإمكانيات والمتابعة المستمرة والفحوص المتعدة والمتقدمة لتحديد المرضى الذين قد يستفيدون من هذه الجراحات، خاصة أن مرض الصرع من أكثر أمراض المخ والأعصاب انتشارا لدى الأطفال والبالغين.
وتابع استشارى جراحة المخ والأعصاب بهيئة المستشفيات التعليمية تصريحه قائلا، إن مصر بها ما يقرب من 20 مليون حالة مصابة بالصرع، منها ما يقرب من 5 ملايين طفل يحتاجون تدخلا جراحيا، إلا أن ذلك لا يحدث إلا فى أضيق الحدود، مشيرا إلى أن عدم وجود الإمكانيات الكافية يغل أيدى الأطباء عن إجراء هذة الجراحات، مستطردا: "هذا التخصص غير موجود فى مصر، ونحتاج إلى إنشاء وحدة على الأقل لعلاج المصابين بالصرع جراحيا".
وعن تكلفة هذه العمليات، قال الدكتور عاصم أحمد إنها تتكلف بين 70 و200 ألف جنيه للجراحة الواحدة، مؤكدا أن العملية التى أجريت للطفل كانت بإمكانات محدودة، لكن المستشفى استطاع إنجازها رغم كل الصعوبات.
فى السياق نفسه، قال الدكتور محمد فوزى، نائب رئيس هيئة المستشفيات التعليمية، إن مستشفيات الهيئة بها إمكانات وكوادر على أعلى مستوى، وجارٍ العمل على تطوير كل المستشفيات لضمان تقديم خدمة طبية متميزة للمرضى، مؤكدا أن الفترة المقبلة ستشهد تحسنا ملموسا فى أداء المستشفيات التابعة للهيئة، متابعا: "ننفق سنويا ملايين الجنيهات على التطوير، ومستمرون فى الأمر"، مشيرا إلى أنه جارٍ دراسة إنشاء وحدتين على الأقل لعلاج الصرع بالتدخل الجراحى.