كشفت، لاعبة ألعاب القوى الإثيوبية، ليلى عبد الليفا، عن أحد جوانب الحياة المأساوية التى يعانى منها الرياضيين الأفارقة فى الدول الغنية، ودور الأتراك فى "استعبادهم"، قائلة: "يعاملوننا مثل العبيد".
ونقلت صحيفة الجارديان البريطانية عن ليلى، أنها فقدت جوائزها وتورطت فى تعاطى المخدرات بعد انتقالها إلى أذربيجان، مضيفا أن هذا هو الجانب المظلم من حياة لاعبى ألعاب القوى، البائسة إذ يتم شراء العدائين الأفارقة من قبل ما وصفتها بـ"الدول الغنية"، واستغلالهم.
وقالت الصحفية مارثا كيلينر، فى تقرير لها خصصته للحديث عن قصة بطلة ألعاب القوى ليلى عبد الليفا، إنها ذهبت إلى منزلها الواقع على بعد 40 دقيقة بالسيارة من وسط العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وهناك تنتشر رائحة السمك حيث يقع منزل البطلة فى قرية على جانب طريق طويلة من أكواخ متلألئة وملونة.
ووصفت كيلينر مكان إقامة البطلة الريفى بأن لحوم البقر معلقة أعلى البيوت على جانبى الطريق المؤدى إليه، بينما يلعب الأطفال كرة القدم حافيين القدمين ومرتدين قمصان نادى مانشستر يونايتد الإنجليزى الشهير.
ورصدت الصحفية الإنجليزية فى تقريرها معيشة البطلة، قائلة: "إن المنزل مبنى بالطوب المتواضع لكن بطريقة ذكية، ومحمى ببوابات صدئة، وأمامه يرعى الأهالى الأغنام التى تتغذى على مساحة من العشب الجاف، وفى الغرفة الخلفية من المنزل تضع شقيقة البطلة ابن ليلى، البالغ من العمر 13 شهرا، والذى يغفو بجانبها".
ووصف التقرير هذا النوع من الحياة بأنه "مشهد نموذجى لحياة المواطنين من الطبقة الوسطى فى العاصمة الإثيوبية".
ونوه التقرير، إلى أن حياة هذه البطلة الرياضية تفتح نافذة على الجانب المظلم من حياة نخبة لاعبى ألعاب القوى الذين يتم شراؤهم وخاصة العدائين الأفارقة منهم من قبل الدول العربية والشرق أوسطية الغنية للحصول على الميداليات والألقاب، بينما يتم طرد من لم يتمكن من تحقيق الألقاب منهم.
وهذا هو ما جعل العداءة الإثيوبية ليلى عبد الليفا تقول: "يعاملوننا مثل العبيد الرياضيين".
وحكت ليلى قصتها لمحررة الصحيفة اللندنية الذائعة، ساردة أنها كانت تبلغ من العمر 18 عاما حين كانت واحدة من ألمع مواهب مسابقات المسافات المتوسطة فى ألعاب القوى بإثيوبيا.
وأضافت، أن مدربا تركيا شاهدها فى ناديها بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا وأقنعها بالتجنيس لصالح دولة أذربيجان، واللعب باسم منتخب أذربيجان، وتقول: "وعدونى براتب جيد، ومنزل وسيارات باهظة الثمن إذا فزت بالسباقات".
لكنها بالرغم من كل هذه الوعود لم تتلق أى شىء وسرقوا منها جائزتها، وجعلوها تنخرط فى تعاطى المخدرات، مشددة على قولها: "لا أنصح أى شخص بأن يفعل مثل ما فعلت".