مجلة بريطانية مشيدة بترميم المعبد اليهودى: مصر تحافظ على الماضى التعددى

اهتمت مجلة "إيكونومست" البريطانية بتسليط الضوء على مساعى السلطات المصرية للتواصل مع المجتمع اليهودى المصرى، الذى لا يتجاوز عدد أفراده 20 شخصا، مشيرة إلى بدء وزارة الآثار أعمال ترميم المعبد اليهودى بالإسكندرية. كان محمد عبد العزيز، مدير عام مشروع القاهرة التاريخية بوزارة الآثار، قد أكد فى بيان له أن مشروع الترميم يستغرق ثمانية أشهر، بتكلفة 100 مليون جنيه مصرى ممولة من الحكومة، موضحا أن وزارة الآثار لن تتوانى عن ترميم الآثار اليهودية فى مصر، باعتبارها آثارا مصرية لا بد من حمايتها طبقا لقانون حماية الآثار، كما أنها تمثل جزءا من التراث والتاريخ المصرى. وأشار "عبد العزيز" فى بيانه، إلى أن الحكومة المصرية كانت قد خصصت مليارا و270 مليون جنيه للانتهاء من ترميم 8 مشروعات بالوزارة، وهى المعبد اليهودى، والمتحف القومى للحضارة المصرية، وتطوير هضبة الأهرامات، وقصر البارون، وقصر محمد على بشبرا، واستراحة الملك فاروق بمنطقة أهرامات الجيزة، والمتحف اليونانى الرومانى وقصر الكسان بأسيوط. وأضافت "إيكونومست" فى تقريرها المعنون بـ"المسلمون فى مصر يسعون للحفاظ على إرثها اليهودى"، أن المجتمع اليهودى فى مصر يعد أحد أقدم المجتمعات اليهودية فى العالم، وكان يمكن أن يختفى، لا سيما مع وجود 20 مواطنا يهوديا فقط فى مصر، مقارنة بـ80 ألفا كانوا يعيشون فيها إبان الحرب العالمية الثانية، موضحة أن أغلب المتبقين فى مصر من المتقدمين فى العمر. وأشارت المجلة، إلى ماجدة هارون، رئيس الطائفة اليهودية فى مصر، ورغبتها فى الحفاظ على التراث اليهودى للإبقاء على ذكرى أسلافها، حتى أنها أنشأت جمعية "قطرة لبن" من أجل هذا الهدف، ومن بين أعضاء الجمعية الـ20، هى اليهودية الوحيدة، وسردت "إيكونومست" كيف اعتنق بعض أعضاء المجتمع اليهودى الإسلام فى عهد جمال عبدالناصر، وكيف تزوج آخرون من يهوديات، موضحة أن هناك رغبة مصرية فى الحفاظ على الماضى التعددى. وتنقل "إيكونومست" عن أمير رمسيس، مخرج الفيلم الوثائقى عن اليهود فى مصر، قوله: "نحن نريد إعادة فتح صفحة من التاريخ مُحيت من كتبنا المدرسية"، ولفتت المجلة إلى أن هناك 12 معبدا يهوديا فى القاهرة، لكن كثيرا منها فى حالة سيئة. وتتخذ جمعية "قطرة لبن" مقرا لها فى أحد هذه المعابد، يُعرف باسم "أبواب السماء"، وتعتزم تحويل المعابد الأخرى لمراكز ثقافية، إذ يريد أعضاؤها إحداث "نهضة" فى التراث اليهودى، وأفادت المجلة بأن أعضاء الجمعية يلتقون مرتين فى الأسبوع، لتعلم اللغة العبرية حتى يتمكنوا من فهرسة 20 ألف كتاب فى الطابق السفلى من معبد أبواب السماء، إذ يريدون تنظيم معرض حول تاريخ مصر اليهودى داخل المعبد، كما يريدون حماية المواقع الأخرى، مثل المقبرة اليهودية فى القاهرة. وأوضحت "إيكونومست" أن البعض لا يشارك الجمعية الحماس، لا سيما أن مصر خاضت أربع حروب مع إسرائيل، وتعتقد الجماعات اليهودية الأمريكية أن التراث اليهودى المصرى سيكون محميًّا بشكل أفضل خارج البلاد، واعتبرت المجلة أن هناك توجها منذ ثورة 2011 للاهتمام بهذا التراث، باعتباره جزءا من تاريخ مصر وإرثها الحضارى، مشيرة إلى بث التليفزيون لمسلسل "حارة اليهود" الذى رسم شخصيات اليهود بشكل إيجابى، وإلى مشروع وزارة الآثار لترميم المعبد اليهودى بالإسكندرية. واختتمت المجلة البريطانية تقريرها بالقول، إن البعض يرون أن هذه التحركات تحدث الآن لأنه لم يعد يوجد كثيرون من اليهود فى مصر، ناقلة عن مسؤول بوزارة الآثار قوله: "كنا نعيش معا فى سلام كنسيج واحد، وكان ذلك بداخلنا".



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;