رأى الدكتور حمدى ملك، الخبير الدولى فى الشؤون الإيرانية، أن الضغط الاقتصادى هو الطريقة الأولى لتعامل إيران مع إقليم كردستان، فى ضوء الحركة التجارية الواسعة ما بين كردستان، خاصة الجانب الشرقى (السليمانية، حلبجة) مع ايران، منوها إلى أن طهران قد تلجأ إلى إحداث تفجيرات وأعمال لزعزعة الأمن فى الإقليم.
وأضاف ملك، الباحث بجامعة كيل البريطانية، فى تصريحات لـ"انفراد" مساء اليوم الجمعة أن هناك حركة واسعة لشاحنات تنقل النفط والمشتقات النفطية بين إيران وكردستان، موضحا أن غلق هذا الشريان الاقتصادى سوف يشكل عامل ضغط كبير على كردستان التى تعانى أصلا اقتصاديا.
ورأى ملك أن هذه الاستراتيجية يجب أن تعتمد على التنسيق مع الجانب العراقى وخاصة الجانب التركى، بحيث لو قررت تركيا الاستمرار بالتعامل التجارى مع الإقليم كما كان قبل الاستفتاء، فإن إيران ستكون الخاسر الأكبر وسوف تسلم أسواق كردستان إلى تركيا التى هى أصلا لها اليد العليا فيها.
وأوضح أن الاستراتيجية الثانية التى يمكن أن تتبعها إيران للضغط على حكومة الإقليم وحثها على التراجع هى الضغط السياسى فى إطار العلاقات التاريخية الوطيدة لأحزاب السليمانية (حركة التغيير والوطنى الكردستاني) مع إيران.
ونوه ملك الذى تحدث مع "انفراد" من مقر إقامته فى المملكة المتحدة، إلى أن إيران سارعت إلى مساعدة حزب الاتحاد الوطنى (حزب طالبانى) فى ١٩٩٦م، حينما استطاع الحزب الديمقراطى الكردستانى (حزب برزانى) دفع قواته إلى القرب من الحدود الإيرانية بمساعدة القوات التركية والعراقية للسيطرة على مناطق نفوذ جلال طالبانى الذى استنجد بالإيرانيين ونجحت التدخلات الإيرانية فى إعادة سيطرته على كل مناطق شرقى كردستان العراق.
ولفت إلى أن الاستراتيجية الأمنية والعسكرية هى الخيار الأخير لإيران إذ تملك المئات من القدرات السرية فى الإقليم التى سبق ومارست عمليات اغتيال واسعة، ولديها القدرة على إحداث تفجيرات فى الإقليم، كان آخرها تفجير مقر الحزب الديمقراطى الكردستانى الايرانى فى مدينة كوية فى ديسمبر ٢٠١٦.
وواصل قوله: "من جهة أخرى ساعدت إيران جماعات جهادية مثل جماعة "أنصار الإسلام" فى السابق، واحتلت مساحات ليست بالقلية حتى الغزو الأمريكى فى ٢٠٠٣ حينما قصفت الطائرات الأمريكية مقراتها وأخرجتها من معاقلها، وتملك إيران القدرة على تحريك هذه الجماعات مرة ثانية لغرض زعزعة الأمن فى الإقليم".
واختتم تصريحاته لـ"انفراد" بقوله: "تجدر الإشارة إلى أن خيارات إيران مرهونة أيضا باستراتيجية بغداد أيضا، فكلما كانت بغداد أكثر صرامة مع الإقليم، كلما تمكنت إيران من إيجاد ضغوط أكبر، ويلعب العامل التركى دورا كبيرا فى هذا الاتجاه، ويعول الإقليم على علاقاته النفطية مع تركيا لغرض الخلاص من الضغوط الإيرانية – العراقية".
وأجرى إقليم كردستان العراق اقتراعا على الانفصال عن الدولية العراقية يوم الاثنين الماضى كانت نتائجه فى صالح الانفصال عن بغداد، وبلغ عدد المصوتين بـ"نعم" 92%، وحوالى 7% صوتوا بـ"لا"، بنسبة مشاركة 72%، وبلغ عدد الناخبين المشاركين فى الاستفتاء 4.5 مليون ناخب من الإقليم وخارجه.