يعد قبر الرئيس الراحل محمد أنور السادات من أهم الأماكن التى يحرص أى رئيس جاء بعده على زيارتها خاصة فى ذكرى حرب أكتوبر المجيدة.
تولى حكم مصر بعد السادات 5 رؤساء أولهم مبارك ثم المشير طنطاوى لفترة انتقالية، ثم مرسى المخلوع، ثم الرئيس المؤقت عدلى منصور، ليأتى أخيرًا الرئيس عبد الفتاح السيسى، جميعهم حرصوا على زيارة قبر السادات الذى يعد رمزا للانتصار الكبير والحرب والسلام، والذى يحتل مكانة كبيرة فى قلوب المصريين بعد أن حرر أرض سيناء الطاهرة من العدوان الإسرائيلى.
ويرقد الرئيس السادات بجوار قبر الجندى المجهول المشيد بمدينة نصر، وهو المكان الذى لم يكن يتخيل أبدا أن يكون مثواه الأخير، حيث كان قد اختار مكانا لقبره أشرف على بنائه وزير الإسكان فى عهده المهندس حسب الله الكفراوى فى منطقة وادى الراحلة، وقد انتهى من تشييده قبل ثلاثة أسابيع من اغتياله – بحسب رواية ابنته الكبرى رقية السادات – ولكنه لم يدفن فى هذا القبر لأن الأيام كانت تخبئ له مصيرا آخر تماما.
يوم 6 أكتوبر من عام 1981 كان الرئيس السادات حاضرا العرض العسكرى بالمنصة فى مدينة نصر احتفالا بانتصارات أكتوبر، وبجواره نائبه حسنى مبارك والمشير أبو غزالة وزير الدفاع حينها وعدد من قيادات الجيش وضيوف عرب، ليفاجأ الجميع بسيارة تتوقف أمام العرض العسكرى يخرج منها خالد الإسلامبولى وعبود الزمر ليغتالا الرئيس الراحل بالرصاص، وينهى عهد رئيس عاش محاربا ومدافعا عن السلام.
ورغم بنائه قبر خاص به، لكن السادات لم يدفن فيه، وتم دفنه فى قبر بنفس المكان الذى اغتيل فيه وهو الحادث الذى أطلق عليه "حادث المنصة" نسبة إلى مكان وقوعه، بجوار قبر الجندى المجهول، وهو المكان الذى يحرص كبار الساسة والزعماء والمواطنين المحبين على زيارته سنويا تخليدا لذكرى الزعيم المحارب من أجل السلام.