ساعات قليلة وتبدأ الجولة الأولى فى سباق انتخابات رئاسة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو"، والتى تخوضها مرشحة مصر وأفريقيا السفيرة "مشيرة خطاب"، ضمن 6 مرشحين آخرين، وعلى الرغم من شراسة وصعوبة المنافسة إلا أن المؤشرات الأولية تتجه لترجيح كفة المرشحة المصرية وسط ما تقدمه الخارجية المصرية وكافة مؤسسات الدولة من دعم قوى وكبير لها لتكون بذلك أول مصرية تتقلد هذا المنصب الرفيع.
ومنذ أن أعلنت مصر العام الماضى عن ترشيحها للسفيرة مشيرة خطاب لمنصب مدير المنظمة خلفا للبلغارية إيرينا بوكوفا لما تتمتع به من خبرات وتاريخا حافلا مشهودا به على الصعيدين الوطني والدولى، بدأ اتحاد المجموعة الإفريقية فى دعم خطاب التى وضعت منذ الساعات الأولى لاختيارها خوض السباق تمثيلا لمصر مجموعة من الخطوات الإصلاحية لكى تكون اليونسكو منظمة تتميز بالتركيز والشفافية والفاعلية وتنفذ مهامها للحد من الحروب الضارية والتوصل إلى سبل جديدة لتسوية النزاعات المتأصلة والمترسخة، وحماية التراث الإنسانى .
الخطوات والأهداف السابق الاشارة اليها والتى أعلنت عنها خطاب وقدمت بشأنها عرضا مفصلا أمام الأعضاء التنفيذين لمنظمة اليونسكو، طرحت سؤالا جوهريا حول ماذا ستجنيه مصر من حصولنا على هذا المنصب؟.
وفى هذا الشأن، قال السفير أحمد القويسنى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن للمنظمات الدولية شأن كبير فى تسيير العالم والتحكم فيه وأهمية منظمة اليونسكو تنبع من اهتمامها بالتراث الإنسانى والتحذير من المخاطر التى تهدد الحياة الإنسانية بشكل عام، كما تعنى بكل ما يتعلق بقيمة العلم والتربية والفنون، وليس جديدا على مصر أن يكون لها كوادر وأبناء قادرين على إدارة المؤسسات الدولية فإذا نجحت السفيرة مشيرة خطاب وفازت بمقعد رئاسة المنظمة، ستصطف بذلك بجانب أسماء كبيرة وعظيمة أيضا مثل الدكتور مصطفى كمال طلبة، والذى ترك إرثا من العمل الناجح من خلال توليه منظمة الأمم المتحدة للبيئة، بالإضافة إلى الدكتور الراحل بطرس بطرس غالى أول أمين عام مصرى للأمم المتحدة.
وأضاف:"هذا كله يعود على صورة مصر بشكل إيجابى من خلال وجود عناصر مصرية مؤهلة لقيادة مثل هذه المنظمات العالمية، ووصولنا لهذه المرحلة الحاسمة فى انتخابات اليونسكو يؤكد أن لدى أبناءنا قدرة ومهارات على الإدارة والوعى وإدراك لحركة العالم، كما أن مصر فاعلة فى حركة تطور العالم من خلال كوادرها".
وأشار القويسنى، إلى أنه فى الوقت الحالى يوجد صراع لتوجيه هذه المنظمة الدولية الكبيرة لتحقيق أهداف ومصالح بعينها تسيطرعليها وتقودها، وهذا يتجلى فى ترشيح منافسة فرنسية مختارة ذات مقومات معينة فهى ذات أصول عربية وثقافة غربية فرنسية ويهودية العقيدة، بالإضافة إلى سعى فرنسا وهى دولة مقر المنظمة للحصول على هذا المنصب، وهذه كله يزيد من صعوبة المنافسة.
السفير عادل الصفتى، مساعد أول وزير الخارجية الأسبق، أكد أن جميع القرارات التى تؤخذ من قبل المنظمات الدولية التابعة للأمم المنحدة تكون علنية فيما عدا الانتخابات تظل سرية، مضيفا أن عملية التصويت فى اليونسكو مختلفة بعض الشىء عن نظيرتها فى الانتخابات الخاصة بالجمعية العامة ومجلس الأمن حيث أن المرشحين لمنصب رئاسة المنظمة، تبقى أسماءهم فى القائمة لمدة أربعة أيام ولا يسقط أى منها حتى فى حالة حصوله على عدد أصوات أقل، وبإنقضاء المدة المقررة يبقى التصويت لصالح الاسمين اللذان حصلا على نسب تصويت أعلى ويحسم الفوز للشخص الذى سيحصل على 30 صوتا تحديدا.
وعما ستجنى مصر فى حالة فوز السفيرة مشيرة خطاب المرشحة لمنصب رئاسة اليونسكو، قال الصفتى، :"قديما كانت مصر حريصة على رئاسة مقعد أو إثنين فى المنظمات التابعة للأمم المتحدة لكن الدولة اختفت عن تلك المقاعد منذ عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك ولم يعد لها تمثيل دولى، خاصة أنه كان هناك احتكار أوروبى لهذا المنصب، وبوصول "خطاب" لرئاسة المنظمة ستستعيد مصر دورها مرة أخرى، إضافة إلى ذلك هناك نوع من الوفاق والترابط بين مصر ومنظمة اليونسكو تحديدا، فيحسب لمصر أنها شاركت فى وضع ميثاقها كما أن المنظمة كان لها دور كبير فى انقاذ آثار النوبة الغارقة.
وأوضح أن هناك اهتمام حكومى خلال تلك الفترة بالتعليم والثقافة، متابعا:" ولا ننسى أن وصولنا لرئاسة اليونسكو باعتبارها منظمة ثقافية فى المقام الأول سيعزز دورنا ويدعمه داخليا وخارجيا لتحقيق طفرات فى المجالات الأخرى".