الأمية والجهل هى عدو الشعوب الأكبر والأخطر الذى يعيقها عن التنمية، وعندنا فى مصر تصل نسبة الأمية إلى 25.8% من السكان طبقا لأحدث نتائج تعداد السكان والمنشآت لعام 2017 الذى أجراه جهاز التعبئة العامة والإحصاء، وهو ما يعنى أن أكثر من ربع السكان المصريين ممن هم فوق سن العشر سنوات لا يقرأون أو يكتبون، وعددهم 18.4 مليون أمى فى مصر.
مع فجاعة الرقم، لكن هناك ما هو أكبر من ذلك إذا علمنا أن هناك 9 محافظات فى مصر يزيد عدد سكانها الأميين عن "المليون"، بل وإحدى هذه المحافظات تصل فيها نسبة الأمية إلى 37% وهى محافظة المنيا أى أن أكثر من ثلث سكانها أميين.
9 محافظات فى مصر يزيد عدد سكانها الأميين عن المليون، أولها محافظة الجيزة التى يبلغ عدد الأميين بها حوالى 1.6 مليون أمى، ويليها مباشرة محافظة البحيرة بعدد أميين يبلغ 1.5 مليون شخص، ويأتى فى المركز الثالث محافظة المنيا والتى يصل عدد سكانها الأميين من المصريين إلى 1.5 مليون شخص تقريبا، وفى المركز الرابع محافظة الشرقية بعدد 1.4 مليون شخص تقريبا
أما المركز الخامس فهو من نصيب محافظة القاهرة بعدد 1.3 مليون أمى تقريبا، يليها محافظة سوهاج فى المركز السادس بعدد حوالى 1.2 مليون أمى، والمركز السابع يأتى من نصيب محافظة الدقهلية بحوالى 1.16 مليون أمى، يليها محافظة أسيوط فى المركز الثامن بعدد 1.1 مليون أمى، وفى المركز التاسع محافظة القليوبية بعدد مليون أمى تقريبا.
ثلاثة محافظات من صعيد مصر تحتل مركزا فى محافظات ذات المليون أمى وهى المنيا ثم سوهاج ثم أسيوط، والباقى يتركز فى محافظات الدلتا والقاهرة الكبرى.
المصدر: النتائج النهائية لتعداد السكان والمنشآت لعام 2017 – جهاز الإحصاء
ولأن عدد السكان متفاوت فى كل محافظة، فقد تكون هناك محافظة عدد الأميين بها كبير، لكن قياسا بعدد سكانها فإن نسبتهم تكون أقل من محافظات أخرى والعكس، وكان اللافت للنظر عند احتساب نسبة الأمية بكل محافظة من المذكورة من خلال الجداول التفصيلية لنتائج التعداد، جاءت محافظة المنيا فى الصدارة حيث تبلغ فيها نسبة الأمية 37%، وهى نسبة مرتفعة للغاية.
تم حسابها من جداول النتائج النهائية لتعداد السكان والمنشآت لعام 2017
هذه الأرقام تدعونا لضرورة دراسة هذه الظاهرة فى كل محافظة على حدة وبحث أسباب تزايد الأمية فى كل محافظة بحسب ظروف سكانها، والظروف المعيشية والحالة الاقتصادية بها، حيث إن زيادة الأمية ينتج عنها العديد من كوارث المجتمع والتى لا تقف آثارها فقط عند الشخص غير المتعلم وإنما تمتد لتشمل المجتمع بأكمله.